قال الحافظ أبو إسحاق بن حمزة: سمعت أبي يقول: كنت رحلت إلى يعقوب بن سفيان فبقيت عنده ستة أشهر فقلت له: طال مقامي عندك ولي والدة فقال: رددت الباب على والدتي ثلاثين سنة.
وعن محمد بن القاسم بن بشر: سمعت محمد بن يزيد ألفسوي العطار سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كنت في رحلتي في طلب الحديث فدخلت إلى بعض المدن فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار عنه وقلت نفقتي وبعدت عن بلدي فكنت أدمن الكتابة ليلاً وأقرا عليه نهاراً فلما كان ذات ليله كنت جالساً أنسخ وقد تصرم الليل فنزل الماء في عيني فلم أبصر السراج ولا البيت فبكيت على أنقطاعي وعلى ما يفوتني من العلم فاشتد بكائي حتى اتكأت على جنبي فنمت فرأيت النبي ﷺ في النوم فناداني: يا يعقوب بن سفيان لم أنت بكيت فقلت: يا رسول الله ذذهب بصري فتحسرت على ما فاتني من كتب سنتك وعلى الانقطاع عن بلدي فقال: أدن مني فدنوت منه فأمر يده علي عيني كانه يقرأ عليهما قال: ثم استيقظت فأبصرت وأخذت نسخي وقعدت في السراج أكتب.
قال محمد بن إسماعيل الفارسي: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: قدم علينا رجلان من نبلاء الرجال أحدهما وأجلهما يعقوب بن سفيان أبو يوسف يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً وذكر الثاني: حرب بن إسماعيل الكرماني فقال: هذا من الكتاب عني. أبو بكر الإسماعيلي: حدثنا محمد بن داود بن دينار الفارسي حدثنا يعقوب بن سفيان العبد الصالح بحديث ساقه.
الحافظ أبو ذر: سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان يقول قدم يعقوب بن الليث الصفار صاحب خرسان إلى فارس فأخبر أن هناك رجلاً يتكلم في عثمان بن عفان وأراد بالرجل يعقوب الفسوي فأنه كان يتشيع فأمر بإحضاره من فسا إلى شيراز فلما أن قدم علم الوزير ما وقع في قلب السلطان فقال: أيها الملك أن هذا الرجل قد قدم ولا يتكلم في أبي محمد عثمان بن عفان شيخنا يريد بشيخه السجزي وأنما يتكلم في عثمان ابن عفان صاحب النبي ﷺ فلما سمع ذلك قال: مالي ولأصحاب النبي ﷺ توهمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السجزي فلم يعرض له. قلت: هذه حكاية منقطعة فالله أعلم وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفياً وقد صنف كتاباً صغيراً في السنة.