سكن بغداد وكان له جلالة عجيبة وصولة مهيبة وأمر بالمعروف واتباع كثير وصحة معتقد إلا أنه يروي الكذب الفاحش ويرى وضع الحديث نسأل الله العافية. روى عن: دينار الذي زعم أنه لقي أنساً وعن قرة بن حبيب وسهل بن عثمان وشيبان وسليمان الشاذكوني وخفي حاله على الكبار أولاً. حدث عنه: محمد بن مخلد وعثمان السماك وأحمد بن كامل وطائفة. قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: رجل صالح لم يكن عندي ممن يفتعل الحديث. وقال ابن خراش: سرق غلام خليل هذه الأحاديث من عبد الله بن شبيب. وقال الإمام أبو بكر الصبغي: غلام خليل ممن لا أشك في كذبه. وروي عن أبي داود السجستاني أنه قال: ذاك دجال بغداد نظرت في أربع مئة حديث له عرضت علي كلها كذب متونها وأسانيدها. وقال ابن عدي: سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول: كلمت غلام خليل في هذه الأحاديث فقال: وضعناها لترقق القلوب.
وفي تاريخ بغداد: أن أبا جعفر الشعيري قال: قلت لغلام خليل لما روى عن بكر بن عيسى عن أبي عوانة: يا أبا عبد الله هذا شيخ قديم الوفاة لم تلحقه ففكر وخفت أنا فقلت: كأنك سمعت من رجل باسمه فسكت فلما كان من الغد قال لي: أني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة ممن يقال له: بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلاً.
قال ابن الأعرابي: قدم من واسط غلام خليل فذكرت له هذه الشناعات يعني خوض الصوفية ودقائق الأحوال التي يذمها أهل الأثر وذكر له قولهم بالمحبة ويبلغه قول بعضهم: نحن نحب ربنا ويحبنا فأسقط عنا خوفه بغلبة حبه فكان ينكر هذا الخطأ بخطأ أغلظ منه حتى جعل محبة الله بدعة وكان يقول: الخوف أولى بنا قال: وليس كما توهم بل المحبة والخوف أصلان لا يخلو المؤمن منها فلم يزل يقص بهم يحذر منهم ويغري بهم السلطان والعامة ويقول: كان عندنا بالبصرة قوم يقولون بالحلول وقوم يقولون بالأباحة وقوم يقولون كذا. فانتشر في الأفواه أن ببغداد يقولون بالزندقة.
وكانت تميل إليه والدة الموفق وكذلك الدولة والعوام لزهده وتقشفه فأمرت المحتسب أن يطيع غلام خليل فطلب القوم وبث الأعوان في طلبهم وكتبوا فكانوا نيفاً وسبعين نفساً فاختفى عامتهم وبعضهم خلصته العامة وحبس منهم جماعة مدة.