للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبلا ريب أن من جمع علم هؤلاء الخمسة وأحاط بسائر حديثهم وكتبه عالياً ونازلاً وفهم علله فقد أحاط بشطر السنة النبوية بل بأكثر من ذلك وقد عدم في زماننا من ينهض بهذا وببعضه فنسأل الله المغفرة وأيضاً فلو أراد أحد أن يتتبع حديث الثوري وحده ويكتبه بأسانيد نفسه على طولها ويبين صحيحه من سقيمه لكان يجيء مسنده في عشر مجلدات وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ومسند أحمد بن حنبل وسنن البيهقي وضبط متونها وأسانيدها ثم لا ينتفع بذلك حتى يتقي ربه ويديدن بالحديث فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكياً فقد عاد الإسلام المحض غريباً كما بدأ فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية ولكنه نور يقذفه الله في القلب وشرطه الاتباع والفرار من الهوى والابتداع وفقنا الله وإياكم لطاعته. قال المحدث يحيى بن أحمد بن زياد الهروي صاحب ابن معين: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول: إن عثمان يعني الدارمي لذو حظ عظيم. وقال محمد بن المنذر شكر: سمعت أبا زرعة الرازي وسألته عن عثمان بن سعيد فقال: ذاك رزق حسن التصنيف. وقال أبو الفضل الجارودي: كان عثمان بن سعيد إماماً يقتدى به في حياته وبعد مماته.

قال محمد بن إبراهيم الصرام: سمعت عثمان بن سعيد يقول: لا نكيف هذه الصفات ولا نكذب بها ولا نفسرها. وبلغنا عن عثمان الدارمي انه قال له رجل كبير يحسده: ماذا أنت لولا العلم فقال له: أردت شيناً فصار زيناً.

أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا أبو إسماعيل الانصاري حدثنا محمد ابن أحمد الجارودي ويحيى بن عمار ومحمد بن جبريل أملوه وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن قالوا: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن محمد الواشقي هروي أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي أخبرنا يحيى الحماني عن ابن نمير عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: قال رسول الله :" لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حياً ثم أدرك نبوتي لاتبعني". هذا حديث غريب ومجالد ضعيف الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>