استوطن بغداد وولي قضاءها إلى أن توفي وتقدم حتى صار علماً ونشر مذهب مالك بالعراق. وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله وكتاب معاني القرآن وكتاب في القراءات.
قال ابن مجاهد: سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف. وعن إسماعيل القاضي قال: أتيت يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون فلما رآني قال: قد جاءت المدينة.
قال نفطويه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني أن محمداً سأله عن حديث: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وحديث:" من كنت مولاه" فقلت: الأول أصح والآخر دونه قال: فقلت لإسماعيل: فيه طرق رواه البصريون والكوفيون فقال: نعم وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. قال محمد بن إسحاق النديم: إسماعيل هو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم ومنع غيرهم وقال: قد فسد الناس. قال أبو سهل القطان: حدثنا يوسف القاضي قال: خرج توقيع المعتضد إلى وزيره: استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين خيراً إسماعيل بن إسحاق وموسى بن إسحاق فانهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض عذاباً صرف عنهم بدعائهما. قلت: ولي قضاء بغداد ثنتين وعشرين سنة وولي قبلها قضاء الجانب الشرقي في سنة ست وأربعين ومئتين وكان وافر الحرمة ظاهر الحشمة كبير الشأن يقع حديثه عالياً في الغيلانيات. توفي فجأة في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومئتين. قال عوف الكندي: خرج علينا إسماعيل القاضي لصلاة العشاء وعليه جبة وشي يمانية تساوي مئتي دينار.
وفيها مات: جعفر بن أبي عثمان الطيالسي والحارث بن أبي اسامة وخمارويه صاحب مصر والفضل بن محمد الشعراني ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن القاسم أبو العيناء ومحمد بن مسلمة الواسطي ويحيى بن عثمان بن صالح.