في هذا نظر، فإنه صنف كتابًا على داود الظاهري أربعين خبرًا ثابتة، مما نفى داود صحتها.
قالت بنته عاتكة: ولد أبي شوال سنة ست ومائتين فسمعته يقول: ما كتبت الحديث حتى صار لى سبع عشرة سنة، وذلك أني تعبدت، وأنا صبي فسألني إنسان عن حديث فلم أحفظه فقال لي: ابن ابي عاصم لا تحفظ حديثًا فاستأذنت أبي فأذن لي فارتحلت.
قلت: كان يمكنه أن يحفظ أحاديث يسيره من جده أبي عاصم.
وأمه هي: أسماء بنت الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكي فسمع: من جده التبوذكي، ومات والده بحمص على قضائها في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وله نيف وستون سنة.
وكان وأخوه عثمان بن عمرو بن أبي عاصم من كبار العلماء.
قال ابن عبد كويه: سمعت عاتكة بنت أحمد تقول: سمعت أبي يقول: جاء أخي عثمان عهده بالقضاء على سامراء فقال: أقعد بين يدي الله تعالى قاضيًا فانشقت مرارته فمات.
قال ابن عبد كويه: أخبرتنا عاتكة: سمعت أبي يقول: خرجت إلى مكة من الكوفة فأكلت أكلة بالكوفة، والثانية بمكة.
قلت: إسنادها صحيح.
قال أبو الشيخ: سمعت ابني عبد الرزاق يحكي عن أبي عبد الله الكسائي قال: كنت عنده -يعني ابن أبي عاصم- فقال واحد: أيها القاضي بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقبلون الرمل فقال واحد منهم: اللهم إنك قادر على أن تطمعنا خبيصًا على لون هذا الرمل فإذا هم بأعرابي بيده طبق فوضعه بينهم خبيص حار فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذاك.
قال أبو عبد الله: كان الثلاثة: عثمان بن صخر الزاهد، وأبو تراب وابن أبي عاصم، وكان هو الذي دعا.
عن محمد بن إبراهيم، عن ابن أبي عاصم قال: صحبت أبا تراب فقطعوا البادية فلم يكن زاد إلَّا هذين البيتين: