وفيها: غزا صاحب ما وراء النهر إسماعيل بن أحمد بن أسد بلاد الترك، وأسر ملكهم في نحو من عشرة آلاف نفس، وقتل مثلهم وزلزلت ديبل فسقط أكثر البلد، وهلك نحو من ثلاثين ألفًا ثم زلزلت مرات، ومات أزيد من مئة ألف.
وغزا المسلمون أرض الروم فافتتحوا ملورية.
وفي سنة إحدى وثمانين ومائتين: غارت مياه طبرستان حتى لأبيع الماء ثلاثة أرطال بدرهم وجاعوا وأكلوا الميتة.
وفيها: سار المعتضد إلى الدينور، ورجع ثم قصد الموصل لحرب حمدان بن حمدون جد بني حمدان، وكانت الأعراب والأكراد قد تحالفوا، وخرجوا فالتقاهم المعتضد فهزمهم فكان من غرق أكثر ثم قصد ماردين فهرب منه حمدان فحاصر ماردين، وتسلمها ثم ظفر بحمدان فسجنه ثم حاصر قلعة للأكراد، وأميرهم شداد فظفر به، وهدمها وهدم دار الندوة بمكة، وصيرها مسجدًا.
وفي سنة اثنتين وثمانين أبطل المعتضد، وقيد النيران وشعار النيروز.
وقدمت الندى بنت صاحب مصر مع عمها وقيل: مع عمتها العباسة فدخل بها المعتضد فكان جهازها بأزيد من ألف ألف دينار، وكان صداقها خمسين ألف دينار وقيل: كان في جهازها أربعة آلاف تكة مجوهرة، وكانت بديعة الحسن جيدة العقل قيل: خلا بها المعتضد يومًا فنام على فخذها قال: فوضعت رأسه على مخدة وخرجت فاستيقظ فناداها، وغضب وقال: ألم أحلك إكرامًا لك فتفعلين هذا قالت: ما جهلت إكرامك لي، ولكن فيما أدبني أبي أن قال: لا تنامي بين جلوس ولا تجلسي مع النائم.
ويقال: كان لها ألف هاون ذهب.
وفيها: قتل خمارويه صاحب مصر والشام غلمانه لأنه راودهم ثم أخذوا، وصلبوا وتملك ابنه جيش فقتلوه بعد يسير، وملكوا أخاه هارون، وقرر على نفسه أن يحمل إلى المعتضد في العام ألف ألف دينار وخمس مائة ألف دينار.
وفيها: قتل المعتضد عمه محمدًا لأنه بلغه أنه يكاتب خمارويه.
وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين: سار المعتضد إلى الموصل لأجل هارون الشاري، وكان قد عاث، وأفسد وامتدت أيامه فقال الحسين بن حمدان للمعتضد: إن جئتك به فلي ثلاث حوائج قال: سمها قال: تطلق أبي، والحاجتان: أذكرهما إذا أتيت به قال: لك