للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الخطيب: كان ثقة ثبتًا فهمًا.

قال أبو علي: بن الصواف ولد سنة ثلاث عشرة، ومات سنة تسعين ومائتين.

قلت: عاش في عمر أبيه سبعًا وسبعين سنة.

قال إسماعيل الخطبي: مات يوم الأحد، ودفن في آخر النهار لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين، وصلى عليه ابن أخيه زهير بن صالح، ودفن في مقابر باب التبن، وكان الجمع كثيرًا فوق المقدار.

وقيل: إن عبد الله أمرهم أن يدفنوه هناك وقال: بلغني أن هناك قبر نبي، ولأن أكون في جواز نبي أحب إلي أن أكون في جوار أبي.

ولعبد الله كتاب: الرد على الجهمية في مجلد، وله كتاب: الجمل.

وكان صينًا دينًا صادقًا صاحب حديث، واتباع وبصر بالرجال لم يدخل في غير الحديث، وله زيادات كثيرة في مسند والده واضحة عن عوالي شيوخه، ولم يحرر ترتيب المسند، ولا سهله فهو محتاج إلى عمل وترتيب رواه عنه جماعة، وسمع أبو نعيم الحافظ كثيرًا منه من أبي علي بن الصواف، وعامته من أبي بكر القطيعي وحدث القطيعي مرات، وقرأه عليه أبو عبد الله الحاكم، وغيره ولم يكن القطيعي من فرسان الحديث، ولا مجودًا بل أدى ما تحمله إن سلم من أوهام في بعض الأسانيد، والمتون.

وآخر من روى "المسند" كاملا عنه -سوى نزر يسير منه اسقط من النسخ- الشيخ الواعظ أبو علي بن المذهب، ولم يكن صاحب حديث بل احتيج إليه في سماع هذا الكتاب فرواه في الجملة، وعاش بعده عشرة أعوام الشيخ أبو محمد الجوهري فكان خاتمة أصحاب القطيعي، وتفرد عنه بعدة أجزاء عالية، وبسماع مسند العشرة من "المسند".

ثم حدث بالكتاب كله آخر أصحاب ابن المذهب وفاة: الشيخ الرئيس الكاتب ابو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني بن الحصين، شيخ جليل مسند انتهى إليه علو الإسناد بمثل قبة الإسلام بغداد، وكان عريًا من معرفة هذا الشأن أيضًا روى الكتاب عنه خلق كثير من جملتهم: أبو محمد بن الخشاب إمام العربية، والحافظ أبو الفضل بن ناصر، والإمام ذو الفنون أبو الفرج بن الجوزي، والحافظ الكبير أبو موسى المديني، والحافظ العلامة شيخ همذان أبو العلاء العطار، والحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر، والقاضي أبو الفتح بن المندائي الواسطي، والشيخ عبد الله بن أبي المجد الحربي، والمبارك بن المعطوش، والشيخ المبارك حنبل بن عبد الله الرصافي في آخرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>