للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن إسحاق: وقال مالك بن عوف، يذكر مسيرهم بعد إسلامه:

اذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا … ومالك فوقه الرايات تختفق

ومالك مالك ما فوقه أحد … يومي حنين عليه التاج يأتلق

حتى لقوا الناس خير الناس يقدمهم … عليهم البيض والأبدان والدرق

فضاربوا الناس حتى لم يروا أحدا … حول النبي وحتى جنه الغسق

حتى تنزل جبريل بنصرهم … فالقوم منهزم منهم ومعتنق

منا ولو غير جبريل يقاتلنا … لمنعتنا إذا أسيافنا الغلق

وقد وفى عمر الفاروق إذ هزموا … بطعنة بل منها سرجه العلق

وقال مالك، في الموطأ، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد مولى أبي قتادة، عن أبي قتادة، قال: خرجنا مع رسول الله في عام حنين، فلما التقينا كان للمسلمين جولة. قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت له فضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني. فأدركت عمر فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله. ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول الله فقال: "من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه". فقمت ثم قلت: من يشهد لي؟ ثم جلست. ثم قال: "من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه". فقمت ثم قلت: من يشهد لي. ثم الثالثة، فقمت، فقال: "ما لك يا أبا قتادة"؟ فاقتصصت عليه القصة. فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله، وسلب ذلك القتيل عندي، فأرضه منه.

فقال أبو بكر الصديق، لاها الله إذا، يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله، فيعطيك سلبه؟ فقال رسول الله : "صدق فأعطه إياه". فأعطانيه. فبعت الدرع، فابتعت به مخرفا في بني سلمة. فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام. أخرجه البخاري، وأبو داود عن القعنبي، ومسلم (١).

وقال حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس: قال رسول الله يوم حنين: "من قتل قتيلا فله سلبه". فقتل يومئذ أبو طلحة عشرين رجلا وأخذ أسلابهم صحيح.

وبه، عن أنس، قال: لقي أبو طلحة أم سليم يوم حنين ومعها خنجر، فقال: يا أم سليم، ما هذا؟ قالت: أردت إن دنا مني بعضهم أن أبعج به بطنه. فأخبر بذلك النبي أخرجه مسلم (٢).


(١) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه مالك "٢/ ٤٥٤ - ٤٥٥"، والبخاري "٢١٠٠" و"٣١٤٢" و"٤٣٢١"، و"٤٣٢٢" تعليقا، ووصله "٧١٧٠"، ومسلم "١٧٥١"، وأبو داود "٢٧١٧"، والترمذي "١٥٦٢" مختصرا، وابن الجارود "١٠٧٦"، والبيهقي "٦/ ٣٠٦"، والبغوي "٢٧١٧"، والترمذي "١٥٦٢" مختصرا، وابن الجارود "١٠٧٦"، والبيهقي "٦/ ٣٠٦"، والبغوي "٢٧٢٤" من طريق يحيى بن سعيد، به. قوله: "مخرفا" بالمعجمة الساكنة والفاء مفتوح الأول هو البستان. وبكسر الميم: الوعاء الذي يجمع فيه الثمار.
"تأثلته": بالمثلثة قبل اللام أي جمعته قال ابن فارس. وقال القزاز: جعلته أصل مالي، وأثلة كل شيء أصلة.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم "١٨٠٩" حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>