قال أبو حامد بن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة: الذهلي، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب.
قال الحاكم: كان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له، في الشهر بسبعة عشر درهمًا يتبلغ بها، وقد أملى كتاب "العلل"؛ وغير شيء.
وسمعت أبا الطيب محمد بن أحمد بن حمدون، سمعت إبراهيم بن أبي طالب، سمعت من يسأل أحمد بن حنبل، فقال: إن أصحاب الحديث يكتبون كتب الشافعي؟ فقال: لا أرى لهم ذلك؛ يعني: أنهم يشتغلون بذلك عن الحديث.
وسمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي، سمعت إبراهيم، سمعت ابن حنبل يقول: كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ أحدًا.
وسمعت العبنري: سمعت ابن أبي طالب يقول: سألت أحمد، عن القراءة فيما يجهر فيه الإمام، فقال: يقرأ بفاتحة الكتاب.
وسمعت عبد الله بن سعد يقول: توفي إبراهيم: في ثاني رجب، سنة خمس وتسعين ومائتين، صلى عليه ابن أخيه ووارثه، ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ.
أخبرنا ابن أبي عصرون، وابن عساكر، وبنت كندي سماعًا، عن المؤيد بن محمد، وأبي روح، وزينب الشعرية: قال المؤيد: أخبرنا محمد بن الفضل، وقال أبو روح:"أخبرنا تميم المؤدب، وقالت الشعرية: أخبرنا إسماعيل القارئ قالوا: أخبرنا عمر بن مسرور، أخبرنا إسماعيل بن نجيد، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو خالد، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن علي ﵁ قال: قال رسو ل الله ﷺ: "يا علي، سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم" (١).
إسناده قوي، ولم يخرجه أرباب الكتب الستة.
وفيها مات معه: الحسن بن علي المعمري، وأبو جعفر الترمذي الفقيه، أبو شعيب، الحراني، والمتكفي بالله، والحكم بن معبد الخزاعي، والزاهد أبو الحسين النوري، وقاضي نسف: إبراهيم بن معقل النسفي.
(١) صحيح: أخرجه مسلم "٢٧٢٥" من طري عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي قال: قال لي رسول الله ﷺ: "قل: اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم".