للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر سأل النبي وهو بالجعرانة، فقال: إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يوما في المسجد الحرام. قال: "اذهب فاعتكف". وكان رسول الله قد أعطاه جارية من الخمس. فلما أن أعتق رسول الله سبايا الناس، قال عمر: يا عبد الله، اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها. أخرجه مسلم (١).

وقال ابن إسحاق: حدثني أبو وجزة السعدي: أن رسول الله أعطى من سبي هوازن علي بن أبي طالب جارية، وأعطى عثمان وعمر، فوهبها عمر لابنه.

قال ابن إسحاق: فحدثني نافع، عن ابن عمر، قال: بعثت بجاريتي إلى أخوالي من بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم. فخرجت من المسجد فإذا الناس يشتدون، فقلت: ما شأنكم؟ فقالوا: رد علينا رسول الله نساءنا. فقلت: دونكم صاحبتكم فهي في بني جمح، فانطلقوا فأخذوها.

قال ابن إسحاق: وحدثني أبو وجزة يزيد بن عبيد: أن رسول الله قال لوفد هوازن: "ما فعل مالك بن عوف". قالوا: هو بالطائف. فقال: "أخبروه إن أتاني مسلما رددت إليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل". فأتى مالك بذلك، فخرج إليه من الطائف. وقد كان مالك خاف من ثقيف على نفسه من قول رسول الله . فأمر براحلة فهيئت، وأمر بفرس له فأتى به، فخرج ليلا ولحق برسول الله ، فأدركه بالجعرانة أو بمكة، فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، فقال:

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله … في الناس كلهم بمثل محمد

أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي … وإذا تشا يخبرك عما في غد

وإذا الكتيبة عردت أنيابها (٢) … أم العدى فيها بكل مهند (٣)

فكأنه ليث لدى أشباله … وسط المباءة خادر (٤) في مرصد

فاستعمله النبي على من أسلم من قومه، وتلك القبائل من ثمالة وسلمة وفهم، كان يقاتل بهم ثقيفا، لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى يصيبه.

قال ابن عساكر: شهد مالك بن عوف فتح دمشق، وله بها دار.

وقال أبو عاصم: حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره، قال: كنت غلامًا أحمل عضو البعير، ورأيت رسول الله يقسم لحما بالجعرانة، فجاءته امرأة فبسط لها رداءه. فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.

وروى الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، قال: لما كان يوم فتح هوازن جاءت امرأة إلى رسول الله ، فقلت: أنا أختك شيماء بنت الحارث. فقال: "إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرًا لن يبلى". قال: فكشفت عن عضدها. ثم قالت: نعم يا رسول الله، حملتك وأنت صغير فعضضتنى هذه العضة. فبسط لها رداءه ثم قال: "سلي تعطي، واشفعي تشفعي".

الحكم ضعفه ابن معين.


(١) صحيح على شرطهما: أخرجه أحمد "٢/ ٣٥"، والبخاري "٣١٤٢" ومسلم "١٦٥٦" "٢٨" من طريق أيوب، به.
(٢) عردت أنيابها: غلظت واشتدت.
(٣) المهند: السيف المطبوع من حديد الهند.
(٤) المباءة: البيت في الجبل. وأسد خادر: مقيم في عرينه داخل الخدر ومخدر أيضا. وخدر الأسد في عرينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>