للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له: الله الله! تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري، عن جنادة، عن عبيد الله بن عمر. فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز. قال: فأصلحت شأني للسفر، وودعت الشيخ، وشيعني أصحابنا، ثم اختفيت إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكرًا لا يعرفني أحد، فأملى عبدان الحديث، وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع علي منها. ثم بلغه بعد أني كنت في المجلس فتعجب.

قال أبو حاتم البستي: أخبرنا عبدان بعسكر مكرم، وكان عسرًا نكدًا.

وقال أبو محمد الرامهرمزي: كنا عند عبدان، فقال: من دعي فلم يجب فقد عصى الله -بفتح الياء- فقال له ابن سريج: إن رأيت أن تقول: يجب. فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه.

قال أبو أحمد بن عدي: عبدان كبير الاسم، قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب، فذهب إلى شاذان الفارسي فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم فلم أره مليئًا بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك لأنك مليء بهم. فأخرجت إليه حديثهم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث.

ابن عدي: حدثنا عبدان، حدثنا محمد بن عمرو بن سلمة، حدثنا ابن وهب … ، فذكر حديثًا. كذا قال، وإنما هو عمرو بن سواد، كان عبدان يخطئ فيه فيقول: مرة كما ذكرنا، ومرة يقول: محمد بن عمرو. وإنما هو عمرو بن سواد، وكانت هيبة عبدان تمنعنا أن نقول له. وحدثنا بحديث فيه أشرس، فقال: رشرس. فتوقفت في الرد عليه.

قال الحاكم: سمعت أبا علي يقول: ورد العسكر أبو العباس بن سريج وأنا بها، فقصدته، فقال لي: سل إذا حضرت عبدان. قال: فدخل فسألت أبا محمد عن حديث، فقال: حدثنا به القطعي: أخبرنا محمد بن بكر البرساني، حدثنا ابن عون، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: في رفع اليدين في الصلاة إذا ركع ورفع.

قال الحاكم: فقلت لأبي علي: ما علة هذا؟ قال: لا أدري. قلت: لعله ابن جريج بدل ابن عون. قال: ليس ذا عند البرساني، عن ابن جريج. ثم قال: وعبدان ثبت، وحدثنا به من أصل كتابه. قيل: وسرقه الحسن بن عثمان التستري، فرواه عن القطعي.

قلت: عبدان حافظ صدوق، ومن الذي يسلم من الوهم؟! عاش تسعين عامًا وأشهرًا، وكانت وفاته في آخر سنة ست وثلاث مائة.

وقع إلي ثلاثة أجزاء من حديثه بعلو.

<<  <  ج: ص:  >  >>