للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سنة ثمان توفيت زينب بنت النبي وأكبر بناته، وهي التي غسلتها أم عطية الأنصارية، وأعطاها النبي حقوه، وقال: أشعرنها إياه. فجعلته شعارها تحت كفنها. وقد ولدت زينب من أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس أمامة التي كان النبي يحملها في الصلاة.

وفيها: عمل منبر النبي ، فخطب عليه، وحن إليه الجذع الذي كان يخطب عنده.

وفيها: ولد إبراهيم ابن النبي .

وفيها: وهبت سودة أم المؤمنين يومها لعائشة، .

وفيها: توفي مغفل بن عبد نهم بن عفيف المزني؛ والد عبد الله؛ وله صحبة.

وفيها: مات ملك العرب بالشام؛ الحارث بن أبي شمر الغساني، كافرا. وولي بعده جبلة بن الأيهم.

فروى أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن ابن عائذ، عن الواقدي، عن عمر بن عثمان الجحشي، عن أبيه، قال: بعث رسول الله شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر وهو بالغوطة، فسار من المدينة في ذي الحجة سنة ست. قال: فأتيته فوجدته يهيئ الإنزال لقيصر، وهو جاء من حمص إلى إيلياء؛ إذ كشف الله عنه جنود فارس؛ تشكر الله.

فلما قرأ الكتاب رمي به؛ وقال: ومن ينزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه بالناس. ثم عرض إلى الليل، وأمر بالخيل تنعل، وقال: أخبر صاحبك بما ترى. فصادف قيصر بإيلياء وعنده دحية الكلبي بكتاب رسول الله . فكتب قيصر إليه: أن لا يسير إليه، واله عنه، وواف إيلياه.

قال شجاع: فقدمت، وأخبرت رسول الله ، فقال: "باد ملكه". ويقال: حج بالناس عتاب بن أسيد أمير مكة. وقيل: حج الناس أوزاعا (١).

حكاهما الواقدي. والله أعلم.


(١) أوزاعًا: متفرقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>