حي: إن رسول الله ﷺ نزل بتبوك إلى نخلة، فقال:"هذه قبلتنا". ثم صلى إليها. فأقبلت، وأنا غلام، أسعى حتى مررت بينه وبينها، فقال:"قطع صلاتنا، قطع الله أثره". قال: فما قمت عليها إلى يومي هذا.
وقال سعيد بن عبد العزيز، عن مولى ليزيد بن نمران، عن يزيد بن نمران، قال: رأيت مقعدا بتبوك. فقال: مررت بين يدي النبي ﷺ وأنا على حمار وهو يصلي. فقال:"اللهم اقطع أثره". فما مشيت عليهما بعد. أخرجهما أبو داود.
وقال يزيد بن هارون: أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: كنا مع رسول الله ﷺ بتبوك، فطلعت الشمس، بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رسول الله ﷺ فقال:"يا جبريل، ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى"؟ فقال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال:"وفيم ذاك"؟ قال: كان يكثر قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد﴾ [الإخلاص: ١]، بالليل والنهار، وفي ممشاه وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟ قال:"نعم"، قال: فصلى عليه، ثم رجع. العلاء منكر الحديث واه. ورواه الحسن الزعفراني، عن يزيد.
وقال يونس بن محمد: حدثنا صدقة بن أبي سهل، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، أن معاوية بن معاوية المزني توفي والنبي ﷺ في غزوة تبوك، فأتاه جبريل، فقال: هل لك في جنازة معاوية المزني؟ قال:"نعم". فقال: هكذا؛ ففرج له عن الجبال والآكام. فقام رسول الله ﷺ يمشي ومعه جبريل في سبعين ألف ملك، فصلى عليه. فقال:"يا جبريل، بم بلغ هذا؟ " قال: بكثرة قراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد﴾ [الأخلاص: ١]، كان يقرؤها قائما وقاعدا وراكبا وماشيا. مرسل.
وقال ابن جوصا، وعلي بن سعيد الرازي، وأبو الدحداح أحمد بن محمد -واللفظ له- قالوا: حدثنا نوح بن عمرو بن حوى السكسكي، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، قال: نزل جبريل على رسول الله ﷺ وهو بتبوك، فقال: احضر جنازة معاوية بن معاوية المزني. فخرج رسول الله ﷺ، وهبط جبريل في سبعين ألفا من الملائكة، فوضع جناحة على الجبال فتواضعت حتى نظروا إلى مكة والمدينة. فصلى رسول الله ﷺ وجبريل والملائكة. فلما قضى صلاته، قال:"يا جبريل، بم أدرك معاوية بن معاوية هذه المنزلة من الله؟ " قال: بقراءة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد﴾ قائما وقاعدا وراكبا وماشيا.