للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمعت المزكي: سمعت محمد بن المسيب، سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: كتب الخليفة إلى ابن وهب في قضاء مصر يليه، فجنن نفسه، ولزم البيت، فاطلع عليه رشدين بن سعد من السطح، فقال: يا أبا محمد! إلَّا تخرج إلى الناس فتحكم بينهم كما أمر الله ورسوله؟ قد جننت نفسك ولزمت البيت! قال: إلى هاهنا انتهى عقلك؟ ألم تعلم أن القضاة يحشرون يوم القيامة مع السلاطين، ويحشر العلماء مع الأنبياء؟!

قال: الحاكم: سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عن الأرغياني أنه قال: ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث.

أقول: هذا يقوله الرجل على وجه المبالغة، وإلا فهو لم يدخل الأندلس ولا المغرب، ولا أظن أنه عنى إلَّا المنابر التي بحضرتها رواية الحديث.

قال: وسمعت أبا إسحاق المزكي، سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي بمصر، وفي كمي مائة جزء، في كل جزء ألف حديث.

قلت: هذا يدل على دقة خطه، وإلا فألف حديث بخط مفسر تكون في مجلد، والكم إذا حمل فيه أربع مجلدات فبالجهد.

قال الحاكم: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي كمه مائة ألف حديث، كانت أجزاؤه صغارًا بخط دقيق، في الجزء ألف حديث معدودة، وصار هذا كالمشهور من شأنه. وسمعت أبا عمر المسيب بن محمد يقول: توفي أبي يوم السبت، النصف من جمادى الأولى، سنة خمس عشرة وثلاث مائة، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.

قلت: مات معه في العام: محدث دمشق؛ أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني عن ست وتسعين سنة.

ومحدث الكوفة؛ أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي الأشناني.

والأخفش الصغير؛ علي بن سليمان النحوي البغدادي.

والمحدث القاضي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني.

والحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الرازي ثم النيسابوري.

والحسين بن محمد بن عفير.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أنبأنا عبد المعز بن محمد، أخبرنا أبو القاسم

<<  <  ج: ص:  >  >>