للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بابنه المحسن، فأطلق يد ابنه على الناس، فقتل حامدًا بالعذاب، وأبار العالم، وكان مشؤومًا على أهله، ماحيًا لمناقبهم.

قال المعتضد لعبد الله وزيره: أريد أعرف ارتفاع الدنيا. فطلب الوزير ذلك من جماعة، فاستمهلوه شهرًا، وكان ابن الفرات وأخوه أبو العباس محبوسين، فأعلما بذلك، فعملاه في يومين، وأنفذاه، فأخرجا، وعفي عنهما.

وكان أخوه أبو العباس أحمد أكتب أهل زمانه، وأوفرهم أدبا، امتدحه البحتري، ومات سنة إحدى وتسعين ومائتين.

وأخوهما جعفر عرضت عليه الوزارة، فأباها.

قال الصولي: قبض المقتدر على ابن الفرات، وهرب ابنه، فاشتد السلطان وجميع الأولياء في طلبه، إلى أن وجد، وقد حلق لحيته، وتشبه بامرأة في خف وإزار، ثم طولب هو وأبوه بالأموال، وسلما إلى الوزير عبيد الله بن محمد، فعلما أنهما لا يفلتان، فما أذعنا بشيء، ثم قتلهما نازوك، وبعث برأسيهما إلى المقتدر في سفط، وغرق جسديهما.

وقال القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول بعد أن عزل ابن الفرات من وزارته الثالثة:

قل لهذا الوزير قول محق … بثه النصح أيما إبثاث

قد تقلدتها ثلاثًا … وطلاق البتات عند الثلاث

ضربت عنق المحسن بعد أنواع العذاب في ثالث عشر ربيع الآخر، سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة، وألقي رأسه بين يدي أبيه، فارتاع، ثم قتل، ثم ألقي الرأسان في الفرات، وكان للوزير إحدى وسبعون سنة وشهور، وللمحسن ثلاث وثلاثون سنة.

ابن أخيه: الوزير الأكمل:

<<  <  ج: ص:  >  >>