للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ذكر تحريم الخمر بطوله.

وقال ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت لما توفي سعد: أدخلوه المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد صلى رسول الله على ابني بيضاء في المسجد سهيل وسهل.

وقال فيه غير الضحاك: ما أسرع ما نسوا؛ لقد صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد.

وفيها: توفي زيد بن سعية؛ بالياء، وبالنون أشهر؛ وهو أحد الأحبار الذين أسلموا.

وكان كثير العلم والمال. وخبر إسلامه رواه الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد الله، قال: لما أراد الله هدى زيد بن سعنة، قال: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه، إلا شيئين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل إلا حلما. وذكر الحديث بطوله. وهو في الطوالات للطبراني، وآخره: فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. وآمن به وبايعه، وشهد معه مشاهد، وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.

والحديث غريب، من الأفراد.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وفيها قتلت فارس ملكهم شهرابرز بن شيرويه، وملكوا عليهم بوران بنت كسرى، وبلغ ذلك النبي فقال: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".

وفيها: توفي عبد الله بن سعد بن سفيان الأنصاري، من بني سالم بن عوف، كنيته أبو سعد. شهد أحدا والمشاهد. وتوفي منصرف النبي من تبوك، فيقال: إن النبي كفنه في قميصه.

وفي هذه المدة: توفي زيد بن مهلهل بن زيد أبو مكنف الطائي، فارس طيئ. وهو أحد المؤلفة قلوبهم، أعطاه النبي مائة من الإبل، وكتب له بإقطاع. وكان يدعى زيد الخيل.

فسماه رسول الله زيد الخير. ثم إنه رجع إلى قومه فقال النبي : "إن ينج زيد من حمى المدينة". فلما انتهى إلى نجد أصابته الحمى ومات.

وفيها: حج بالناس أبو بكر الصديق بعثه النبي على الموسم في أواخر ذي القعدة ليقيم للمسلمين حجهم. فنزلت: ﴿بَرَاءَة﴾ [التوبة: ١]، إثر خروجه.

وفي أولها نقض ما بين النبي وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>