عرف بالخياط؛ لأنه كان يخيط على الأيتام والمساكين حسبة.
ولد سنة بضع وثلاثين ومائتين.
وسمع: علي بن خشرم، ومحمود بن آدم، وأحمد بن سيار الحافظ، وخلقًا سواهم. ثم سئل الرواية، فما كان يحدث إلَّا باليسير في المذاكرة.
ولي قضاء القضاة بنيسابور، في سنة ثمان وثلاث مائة، إلى أن استعفى سنة إحدى عشرة، ورد خريطة الحكم إلى الرئيس أبي الفضل البلعمي، فما شرب لأحد ماء، ولا ظفر له بزلة. وكان لا يدعو سماع الحديث أيام قضائه، ويحضر مجلس أبي العباس السراج.
بالغ الحاكم في تعظيمه، وقال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: مررت أنا وأبو الحسن الصباغ على مسجد رجاء، والقاضي الخياط جالس، وكاتبه بحذائه، فقلنا: نحتسب ونتقدم إليه، ويدعي أحدنا على الآخر. فادعيت أني سمعت في كتاب هذا وليس يعيرني سماعي، فسكت ساعة، ثم قال: بإذنك السمع في كتابك؟ قال: نعم. قال: فأعره سماعه.
وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: كان القاضي محمد بن علي المروزي طول أيامه يسكن دار ابن حمدون بحذاء دارنا، وكنت أعرفه يخيط بالليل -وإذا تفرغ بالنهار- للأيتام والضعفاء، ويعدها صدقة.
سمعت محمد بن عبدان خادم الجامع يقول: كان محمد بن علي الحاكم يجيء في كل أسبوع ليلة إلى الجامع، فيتعبد إلى الصباح من حيث لا يعرف غيري، فصادفته ليلة يتلو: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، الآيات، وكلما تلا آية منها، ضرب بيده على صدره ضربة أسمع صوتها من شدته، رحمه الله تعالى.
توفي: بعد العشرين وثلاث مائة، وله بضع وثمانون سنة.