للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وارتحل إلى الشام في سنة ثمان وستين ومائتين. فلقي القاضي أبا خازم، وتفقه أيضًا عليه.

ذكره أبو سعيد بن يونس، فقال: عداده في حجر الأزد، وكان ثقة ثبتًا فقيهًا عاقلًا، لم يخلف مثله. ثم ذكر مولده وموته.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أخبرنا أبو اليمن الكندي إجازة، أخبرنا علي بن عبد السلام، أخبرنا الشيخ أبو إسحاق في "طبقات الفقهاء" قال: وأبو جعفر الطحاوي انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران، وأبي خازم وغيرهما، وكان شافعيًا يقرأ على أبي إبراهيم المزني، فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلما صنف مختصره، قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيًا لكفر عن يمينه. صنف "اختلاف العلماء"، و"الشروط"، و"أحكام القرآن" و"معاني الآثار". ثم قال: ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال: ومات سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة.

قال أبو سليمان بن زبر: قال لي الطحاوي: أول من كتبت عنه الحديث: المزني، وأخذت بقول الشافعي، فلما كان بعد سنين، قدم أحمد بن أبي عمران قاضيًا على مصر، فصحبته، وأخذت بقوله.

قلت: من نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم، وسعة معارفه. وقد كان ناب في القضاء عن أبي عبيد الله محمد بن عبدة، قاضي مصر سنة بضع وسبعين ومائتين. وترقى حاله، فحكى أنه حضر رجل معتبر عند القاضي ابن عبدة فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه؟ فقلت أنا: حدثنا بكار بن قتيبة، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عبيدة، عن أمه، عن أبيه، أن رسول الله قال: "إن الله ليغار للمؤمن فليغر" (١).

وحدثنا به إبراهيم بن أبي داود، حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان موقوفًا، فقال لي الرجل: تدري ما تقول وما تتكلم به؟ قلت: ما الخبر؟ قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث، وقل من يجمع ذلك. فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه.


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٥٢٢٠"، ومسلم "٢٧٦٠"، من طريق أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش".

<<  <  ج: ص:  >  >>