قال الصولي: سئل الراضي أن يخطب يوم جمعة، فارتقى منبر سامراء، وحضرته، فشنف الأسماع وأبلغ، ثم صلى بنا.
قيل: إن الراضي سقي بطنه، وأصابه ذرب، وأتلفه كثرة الجماع.
فتوفي في نصف ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاث مائة، وله اثنتان وثلاثون سنة، سوى أشهر.
وله من الأولاد: عبد الله، رشح لولاية العهد، وأبو جعفر أحمد، وبنت، وهم أولاد إماء.
وبويع المتقي لله إبراهيم أخوه. وكانت الفتن والحروب متواترة بالعراق في هذه السنين، وضعف شأن الخلافة، فلله الأمر. وجرت فتنة ابن رائق، وفتنة ابن البريدي، ومرج أمر الناس، وعم البلاء، ومات أمير الأمراء محمد بن ياقوت مسجونا. وفي أيام الراضي عظم محمد بن رائق، ولم يبق للراضي معه حل ولا ربط، وله من الولد أبو الفضل عبد الله، وأحمد، والست هجعة.