للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن ميمون. وأقبل أبو عبد الله البريدي من البصرة، يطلب الوزارة فوليها ومشى إليه ابن ميمون. فكانت وزارة ابن ميمون شهرًا، لكن هرب البريدي بعد أربعة وعشرين يومًا لما شغب الجند بطلب أرزاقهم. فوزر القراريطي، ثم عزل بعد شهر وأيام، فوليها الكرخي، وعزل بعد أيام، وولى المتقي إمرة الأمراء كورتكين الديلمي. وقتل بجكم، وكان قد استوطن واسطًا، والتزم بأن يحمل إلى الراضي في السنة ثمان مائة ألف دينار. وعدل وكان إلى كثرة أمواله المنتهى فكان يخرجها في الصناديق، ويخرج رجالًا في صناديق على جمال إلى البر ثم يفتح عليهم فيحفرون، ويدفن المال، ويردهم إلى الصناديق فلا يعرفون الكنز، ويقول: إنما أفعل هذا خوفا أن يحال بيني وبين داري، فذهب ذلك بموته، ثم حاربه أبو عبد الله البريدي، وانتصر أبو عبد الله، وخرج بجكم يتصيد، وهناك أكراد، فطعنه أسود برمح فقتله في رجب سنة ٣٢٩. وذهب أصحابه: كورتكين وتوزون وغيرهما إلى الشام إلى محمد بن رائق.

وطلبه المتقي فسار من دمشق، واستناب على الشام. وكان قد تغلب عليها، فاستناب أحمد بن مقاتل. وجاء فقدمه المتقي وطوقه وسوره. وخضع له محمد بن حمدان، ونفذ إليه بمائة ألف دينار، وخطب له بواسط وبالبصرة البريدي، وكتب اسمه على أعلامه، ثم اختلف ابن رائق وكورتكتين وتحاربا أيامًا، وقهره ابن رائق، ثم ضعف واختفى، وتمكن ابن رائق وأباد جماعة، وأسر كورتكين في سنة ثلاثين، وأبيع كر القمح بأزيد من مائتي دينار، وأكلوا الجيف، وخرجت الروم، فعاثوا بأعمال حلب. وفيها: استوزر المتقي أبا عبد الله البريدي برأي ابن رائق، ثم عزل بالقراريطي، فذهب مغاضبا، وجمع العساكر. وفي جمادى الأولى ركب المتقي لله وولده أبو منصور، وابن رائق، والوزير القراريطي، وبين أيديهم القراء والمصاحف لحرب البريدي، ثم انحدر من الشماسية في دجلة، وثقل كرسي الجسر، فانخسف بخلق. وأمر ابن رائق بلعنة البريدي على المنابر، ثم أقبل أبو الحسين علي بن محمد البريدي أخو أبي عبد الله، فهزم المتقي، وابن رائق، وكان معه خلق من الديلم والترك، والقرامطة. ووقع النهب ببغداد، وزحف ابن البريدي على الدار، وعظم الخطب. وقتل جماعة بدار الخلافة، وهرب المتقي وابنه، وابن رائق إلى الموصل، واختفى القراريطي الوزير. وبعث ابن البريدي بكورتكين مقيدا إلى أخيه فأتلفه، وحكم أبو الحسين ببغداد، وتعثرت الرعية، وهجوا، وبلغ الكر أزيد من ثلاث مائة دينار، وغرقت بغداد. ثم فارقه توزون وراح إلى الموصل، فقوي قلب ناصر الدولة ابن حمدان، وعزم أن ينحدر إلى بغداد بالمتقي. فتهيأ أبو الحسين بن البريدي، وترددت الرسل بين ابن رائق وبين ابن حمدان، فتحالفا، فجاء ابن حمدان واجتمع به، وحضر ابن المتقي فلما ركب ابن المتقي، قدم فرس ابن رائق ليركب،

<<  <  ج: ص:  >  >>