وقبض جوهر على تسع مائة وأربعين جنديا والإخشيد في وقت واحد وقيدوا.
وثارت عليه القرامطة واستولوا على كثير من الشام وساروا حتى أتوا مصر فحاربهم جوهر وجرت أمور مهولة.
وعزل سنة ٣٦١ من الوزارة ابن حنزابة وأهين.
ووقع المصاف بين جوهر والقرامطة. وقتل خلق وذلك بظاهر القاهرة، واستمر ذلك ثلاثة أيام ثم ترحل الأعسم القرمطي منهزما، وذلوا واتهم الأعسم أمراءه بالمخامرة فقبض عليهم.
وصلى بالناس المعز يومي العيد صلاة طويلة بحيث إنه سبح في السجود نحو ثلاثين ثم خطبهم فأبلغ وأحبته الرعية.
وصنع شمسية لتعمل على الكعبة ثمانية أشبار في مثلها من حرير أحمر وفيها اثنا عشر هلالا من ذهب وفي الهلال ترنجة قد رصعت بجواهر وياقوت وزمرد لم يشاهد أحد مثلها.
وقدم له جوهر القائد تحفا بنحو من ألف ألف دينار فخلع عليه وأعطاه ما يليق به.
مات المعز في ربيع الآخر، سنة خمس وستين وثلاث مائة بالقاهرة المعزية وكان مولده بالمهدية التي بناها جدهم وعاش ستا وأربعين سنة. وكانت دولته أربعًا وعشرين سنة.
وقام بعده ابنه العزيز بالله.
وقد جرى على دمشق وغيرها من عساكر المغاربة كل قبيح من القتل والنهب وفعلوا ما لا يفعله الفرنج ولولا خوف الإطالة لسقت ما يبكي الأعين.