جامع ابن طولون، فانتصر وتملك، فبعث إليه الحافظ بعشرين ألف دينار، رسم الوزارة، فما رضي حتى كمل له ستين ألفًا، ثم بعث إليه عدة من المماليك، فقاتلهم غلمانه وهو، فقتل، وبقي الحافظ بلا وزير عشر سنين.
ولما قتل الأكمل، أقام في الوزارة يانس مولاه فكبر يانس، وتعدى طوره فسقي.
ثم وزر له ولده الحسن، فكان شر وزير تمرد وطغى، وقتل أربعين أميرًا، إلَّا أنه كان فيه تسنن، فخافه أبوه، وجهز له عسكرًا فتحاربوا أيامًا، ثم سقاه أبوه.
وقد امتدت أيامه. ومات في خامس جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وخمس مائة، فكانت دولته عشرين سنة سوى خمسة أشهر. وعاش سبعا وسبعين سنة، فما بلغ أحد هذا السن من العبيدية، وقام بعده ولده الظافر.