أبو عمر على يديه، وقال: لا بل والله أؤخرك ليومي أو لغدي. فلما خرج قال أبو القاسم: ما رأيت محجوجا قط يلقى البرهان بنفاق مثل هذا، كاشفته بما لك أكاشف به غيره.
ولم يزل أبو القاسم وافر الحرمة إلى أن وزر حامد بن العباس، فجرت له معه خطوب يطول شرحها.
ثم سرد ابن أبي طي ترجمته في أوراق، وكيف أخذ وسجن خمسة أعوام، وكيف أطلق وقت خلع المقتدر، فلما أعادوه إلى الخلافة، شاوروه فيه، فقال: دعوه فبخطيته أوذينا.
وبقيت حرمته على ما كانت إلى أن مات: في سنة ست وعشرين وثلاث مائة، وقد كاد أمره أن يظهر.
قلت: ولكن كفى الله شره، فقد كان مضمرا لشق العصا.
وقيل: كان يكاتب القرامطة ليقدموا بغداد ويحاصروها.
وكانت الإمامية تبذل له الأموال، وله تلطف في الذب عنه، وعبارات بليغة، تدل على فصاحته وكمال عقله. وكان مفتي الرافضة وقدوتهم، وله جلالة عجيبة. وهو الذي رد على الشلمغاني لما علم انحلاله.