ما مللت الحياة لكن توثقـ … ـت بأيمانهم فبانت يميني
لقد أحسنت ما استطعت بجهدي … حفظ أيمانهم فبانت يميني
بعت ديني لهم بدنياي حتى … حرموني دنياهم بعد ديني
ليس بعد اليمين لذة عيش … يا حياتي بانت يميني فبيني
قال: أبو علي التنوخي: حدثنا الحسين بن الحسن الواثقي، قال: كنت أرى دائمًا جعفر بن ورقاء يعرض على ابن مقلة في وزارته الرقاع الكثيرة في حوائج الناس في مجالس حفله، وفى خلوته. فربما عرض في اليوم أزيد من مائة رقعة، فعرض عليه في مجلس خال شيئًا كثيرًا، فضجر، وقال: إلى كم يا أبا محمد؟ فقال: على بابك الأرملة والضعيف وابن السبيل، والفقير، ومن لا يصل إليك. وقال: أيد الله الوزير إن كان فيها شيء لي فخرقه. إنما أنت الدنيا، ونحن طرق إليك، فإذا سألونا سألناك، فإن صعب هذا أمرتنا أن لا نعرض شيئًا، ونعرف الناس بضعف جاهنا عندك ليعذرونا. فقال أبو علي: لم أذهب حيث ذهبت وإنما أومأت إلى أن تكون هذه الرقاع الكثيرة في مجلسين، ولو كانت كلها تخصك لقضيتها، فقبل جعفر يده.
قال الواثفي الحاجب: كانت فاكهة ابن مقلة، لما ولي الوزارة الأولة بخمس مائة دينار في كل يوم جمعة، وكان لا بد له أن يشرب غبوقًا بعد الجمعة، ويصطبح يوم السبت. وذكر أنه رأى الشبكة على البستان من الإبريسم وتحتها صنوف الطيور مما يتجاوز الوصف.
وقيل: أنشأ دارا عظيمة، فقيل:
قل لابن مقلة مهلًا لا تكن عجلًا … واصبر فإنك في أضغاث أحلام
تبني بأنقاض دور الناس مجتهدًا … دارًا ستهدم أيضًا بعد أيام
ما زلت تختار سعد المشتري لها … فلم توق به من نحس بهرام
إن القران وبطليموس ما اجتمعا … في حال نقض ولا في حال إبرام
أحرقت بعد ستة أشهر، وبقيت عبرة.
قال إسحاق بن إبراهيم الحارثي: حدثنا الحسن بن علي بن مقلة، قال: كان سبب قطع يد أخي كلمة، كان قد استقام أمره مع الراضي، وابن رائق، وأمرا برد ضياعه، فدافع ناس فكتب أخي يعتب عليهم بكلام غليظ. وكنا نشير عليه أن يستعمل ضد ذلك، فيقول: والله لا