ابن موسى صاحب البخاري، وحاتم بن منصور الشاشي، وأحمد بن داود المكي، حدثه بمصر، ومحمد بن أيوب ابن الضريس، وخلق كثير.
حدث عنه: أبو الحسن بن نافع الخزاعي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ويوسف بن أحمد بن الدخيل، وطائفة.
قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله، وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدثين، قال: اقرأ من كتابك، ولا يخرج أصله. قال: فتكلمنا في ذلك. وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا فاتفقنا على أن نكتب له أحاديث من روايته، ونزيد فيها وننقص، فأتيناه لنمتحنه، فقال لي: اقرأ، فقرأتها عليه. فلما أتيت بالزيادة والنقص، فطن لذلك، فأخذ مني الكتاب، وأخذ القلم، فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده، وقد طابت نفوسنا، وعلمنا أنه من أحفظ الناس.
وقال القاضي أبو الحسن بن القطان الفاسي: أبو جعفر العقيلي ثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدم في الحفظ.
قال: وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن يحيى بن بوش، عن أحمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن محمد العتيقي، وسمعه قاضي القضاة محمد بن المظفر الشامي الحموي من العتيقي، حدثنا يوسف بن الدخيل، حدثنا محمد بن عمرو العقيلي الحافظ، حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، حدثني سعيد بن منصور، حدثنا ابن السماك، قال: خرجت إلى مكة، فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية، فقال لي: إن لي إليك حاجة، وأرجو أن أبلغها بك، وعظمها، فقلت ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد، فأقرئه مني السلام، وسله أن يخبرني من أهل الجنة أنا أم من أهل النار؟ فأنكرت عليه. فقال لي: إنه يعلم ذلك. فلم يزل بي حتى أجبته. فلما لقيت جعفر ابن محمد، أخبرته بالذي كان منه. فقال: هو من أهل النار، فوقع في نفسي شيء مما قال: فقلت: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: من ادعى علي أني أعلم هذا، فهو من أهل النار. فلما رجعت، لقيني زرارة، فأعلمته بقوله. فقال: كال لك يا أبا عبد الله من جراب النورة. قلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية.
توفي مع العقيلي الحافظ أبو عمر أحمد بن خالد بن الجباب القرطبي، والعارف خير النساج، وأبو محمد عبيد الله المهدي، صاحب المغرب، والمسند أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي، والحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الأرزناني، وشيخ الصوفية أبو بكر محمد بن علي الكتاني، وشيخ الصوفية بمصر أبو علي الروذباري أحمد بن محمد، وأبو نعيم بن عدي الحافظ في قول. وقيل: بعدها بعام.