للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا، وكان أحب ما استتر به لحاجته هدف أو حائش نخل، فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي حن إليه وذرفت عيناه، فأتاه النبي فسمح ذفريه فسكن، فقال: "ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكت الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه وتدئبه". أخرج مسلم (١) منه إلى قوله: "حائش نخل".

وباقيه على شرط مسلم.

وقال إسماعيل بن جعفر: حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن رجل من بني سلمة -ثقة- عن جابر بن عبد الله أن ناضحا لبعض بني سلمة اغتلم، فصال عليهم وامتنع حتى عطشت نخله، فانطلق إلى النبي ، فاشتكى ذلك إليه، فقال النبي : انطلق. وذهب النبي معه، فلما بلغ باب النخل قال: يا رسول الله لا تدخل. قال: "اخلوا لا بأس عليكم". فلما رآه الجمل أقبل يمشي واضعا رأسه حتى قام بين يديه، فسجد، فقال النبي : "ائتوا جملكم فاخطموه وارتحلوه"، ففعلوا، وقالوا: سجد لك يا رسول الله حين رآك، قال: "لا تقولوا ذلك لي، لا تقولوا ما لم أبلغ، فلعمري ما سجد لي ولكن الله سخره لي".

وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت شيخا من قيس يحدث عن أبيه قال: جاءنا النبي وعندنا بكرة صعبة لا نقدر عليها، فدنا منها رسول الله فمسح ضرعها فحفل فاحتلب وشرب.

وفي الباب حديث عبد الله بن أبي أوفى، تفرد بن فائد بو الورقاء، وهو ضعيف، وحديث لجابر آخر تفرد به الأجلح، عن الذيال بن حرملة عنه. أخرجه الدارمي وغيره.

وقال يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن عائشة، قالت: كان لأهل رسول الله وحش فإذا خرج رسول الله لعب وذهب وجاء. فإذا جاء رسول الله ربض فلم يترمرم (٢)، ما دام رسول الله في البيت. صحيح.

وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٣٤٢" مختصرا من طريق مهدي "وهو ابن ميمون" حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب؛ به.
قوله: "هدف أو حائش نخل": الهدف ما ارتفع من الأرض. وحائش النخل بستان النخل.
(٢) ربض: يربض في المكان إذا لصق به وأقام ملازما له. ويترمرم: أي سكن ولم يتحرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>