للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالوا: ما اسمك? قلت: خيثمة، فقالوا: اكتب حمار بن حمار، ولما ضُرِبْتُ سكرت ونمت، فرأيت كأني أنظر إلى الجنة، وعلى بابها جماعة من الحور العين، فقالت إحداهن: يا شقي، أيش فاتك? فقالت أخرى: أيش فاته? قالت: لو قتل لكان في الجنة مع الحور، قالت لها: لأن يرزقه الله الشهادة في عِزٍّ من الإسلام وذلٍّ من الشرك خير له، ثم انتبهت، قال: ورأيت كأنَّ من يقول لي اقرأ براءة، فقرأت إلى ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُر﴾ [التوبة] قال: فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، ففكَّ الله أسري.

قال ابن أبي كامل، وسمعت خيثمة يقول: رويت بدمشق حديث الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، أنَّ النبي قال: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" فأنكر القاضي زكريا البلخي هذا، وبعث فيجًا إلى الكوفة يسأل ابن عقدة عنه، فكتب إليه: قد كان السري بن يحيى حدَّث به في تاريخ كذا، قال: فطلب البلخي منِّي الأصل، فوجد تاريخه موافقًا، قال: فاستحلني البلخي فلم أحلّه.

قلت: رواه السري بن يحيى، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، وكان ينبغي له أن يحالل البلخي، فإنه تثبَّت في الحديث بطريقه، فلما تبيِّن عدالة خيثمة تحلَّل منه.

قال أبو عبد الله بن منده: كتبت عن خيثمة بأطرابلس ألف جزء.

وقيل: كان خيثمة كبير الأذنين، كبير الأنف، رحمه الله تعالى.

قال عبيد بن فطيس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة.

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد سنة عشرين وست مائة، أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل حضورًا في الخامسة، أخبرنا علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان، أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن حاطب، عن عبد الرحمن بن مُحَيْريز، عن زيد بن أرقم قال: بعثني النبي فقال "اذهب إلى أبي بكر فإنك تجده في داره محتبيًا، فقل له: إن النبي يقرئك السلام، ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق إلى عمر، فإنك تجده بالبنية على حماره، تبرق صلعته، فقل له: إن النبي يقرئك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق إلى عثمان، فإنك تجده في السوق يبيع ويبتاع، فقل له: إن رسول الله يقرئك السلام، ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد". قال: فانطلقت فأبلغتهم ووجدتهم -كما قال النبي ، فقال عثمان: أين النبي ? قلت: في مكان كذا وكذا، فأخذ بيدي حتى أتيناه،

<<  <  ج: ص:  >  >>