للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول الله في مسير. فنفدت أزواد القوم، حتى هم أحدهم بنحر بعض حمائلهم، فقال عمر: يا رسول الله لو جمعت ما بقي من الأزواد فدعوت الله عليها. ففعل، فجاء ذو البر ببره، وذو التمر بتمره، فدعا حتى إنهم ملأوا أزوادهم، فقال عند ذلك: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة". أخرجه مسلم (١).

وروى نحوه وأطول منه المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبيه وزاد: فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقي مثله، فضحك النبي حتى بدت نواجذه، وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلا حجب عن النار"، رواه الأوزاعي عنه (٢).

وقال سلم بن زرير: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: حدثنا عمران بن حصين أنه كان مع رسول الله في مسير فأدلجوا ليلتهم، حتى إذا كان في وجه الصبح عرس رسول الله فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ أبو بكر، فاستيقظ عمر بعده، فقعد عند رأس رسول الله فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى يستقيظ رسول الله ، فلما استيقظ والشمس قد بزغت، قال: "ارتحلوا". فسار بنا حتى ابيضت الشمس، فنزل فصلى بنا واعتزل رجل فلم يصل، فلما انصرف قال: "يا فلان ما منعك أن تصلي معنا"؟ قال: يا رسول الله أصابتني جنابة. فأمره أن يتيمم بالصعيد، ثم صلى، وعجلني رسول الله في ركوب بين يديه أطلب الماء، وكنا قد عطشنا عطشا شديدًا، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، قلنا لها: أين الماء؟ قالت: أي هاة فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة. فقلنا: انطلقي إلى رسول الله قالت: ما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئا حتى استقبلنا بها رسول الله فحدثته أنها موتمة (٣)، فأمر بمزادتيها فمج في


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٢٧" "٤٤" من طريق عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف، به.
(٢) صحيح لغيره: أخرجه أحمد "٣/ ٤١٧ - ٤١٨" حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني المطلب بن حنطب المخزومي، به.
قلت: إسناده حسن، المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب المخزومي، صدوق كثير التدليس، وقد صرح بالتحديث فأمنا شر تدليسه، وبقية رجاله ثقات، لكن الحديث يرتقي للصحة بما قبله. والله أعلم.
(٣) مويمة: أي لها أيتام ترعاهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>