للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الخليلي: سمعت الحاكم يقول: لست أقول تعصبًا؛ لأنه أستاذي -يعني: أبا علي، ولكن لم أر مثله قط.

وقال الخليلي: قال ابن المقرئ الأصبهاني: إني لأدعو له في أدبار الصلوات، كنت اتبعه في شيوخ مصر والشام.

ثم قال الخليلي: سمعت من يحكي عن أبي علي قال: دققت على ابن عقدة بابه فقال: من قلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، قال: فلمَّا ذاكرني قال: أنت الحافظ، قلت: نعم، قال: لعلك تحفظ ثيابك، فلمَّا رجعت من الشام لقيته فذاكرته، فقال: أنت والله اليوم الحافظ، قد غلبتني.

قال الحاكم: سمعته يقول: كنت أختلف إلى الصاغة، وفي جوارنا فقيه كرامي يُعْرَف بالولي، أخذت عنه مسائل، فقال لي أبو الحسن الشافعي: لا تضيع أيامك، فقلت: إلى مَنْ أختلف، قال: إلى إبراهيم بن أبي طالب، فأتيته سنة أربع وتسعين، فلمَّا رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي، فحدَّث يومًا عن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي رجل: اخرج إلى هراة، فإنَّ بها من يحدِّث عن إسماعيل، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة سنة ٩٥.

قلت: رحل أيضًا ثانيًا إلى العراق وحجَّ مرتين.

أنبأني مسلم بن محمد، عن القاسم بن علي، أخبرنا أبي، أخبرنا أخي أبو الحسين، سمعت أبا طاهر السلمي، سمعت غانم بن أحمد، سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني، سمعت أبا عبد الله بن منده، سمعت أبا علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه يقول: ما تحت أديم السماء أصحّ من كتاب مسلم.

قال عبد الرحمن بن منده: سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري.

وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري: مَنْ إبراهيم، عن إبراهيم، عن إبراهيم، فقال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي، فقال: أحسنت يا أبا عليّ.

قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي، حيَّرني حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا، وهو أستاذي على الحقيقة?!

<<  <  ج: ص:  >  >>