للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.

وحديثه يعز وقوعه لنا ويعسر إلَّا بنزول.

كتب إليَّ أحمد بن سلامة المقرئ، عن محمد بن حمد، عن علي بن الحسين الموصلي، أنبأنا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي، حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن سعيد ومحمد ابني عبيد، عن أبي حاتم قال: قال رسول الله : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (١).

قال أبو علي: أبو حاتم هذا صحابي، ما روى شيئًا سوى هذا الحديث.

وممن مات معه في العام: مسند أصبهان؛ أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجه، وحافظ الوقت؛ أبو إسحاق بن حمزة المذكور، ومقرئ بغداد؛ أبو عيسى بكار بن أحمد، والمسند؛ جعفر بن محمد الواسطي المؤدّب، ومسند العصر؛ أبو الفوارس شجاع بن جعفر البغدادي الوراق في عشر المائة، ومسند العجم؛ عبد الله بن الحسن بن بندار المديني شيخ أبي نعيم، ومسند دمشق؛ أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الهمداني، ومحدّث دمشق؛ أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري.


(١) حسن: ورد من حديث أبي حاتم المزني، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب .
أمَّا حديث أبي حاتم المزني : فأخرجه الترمذي "١٠٨٥"، والبيهقي "٧/ ٨٢"، والدولابي في "الكُنَى" "١/ ٢٥" من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن محمد وسعيد ابني عبيد، عن أبي حاتم المزني، به. وقال الترمذي: "حديث حسن غريب، وأبو حاتم المزني له صحبة، ولا نعرف له عن النبي غير هذا الحديث".
قلت: بل إسناده ضعيف، وليس حسنًا؛ لجهالة ابني عبيد، وهما محمد وسعيد، كما أنَّ الراوي عنهما وهو ابن هرمز ضعيف -كما قال الحافظ في "التقريب". فهذه ثلاث علل في الإسناد، فليس الحديث حسنًا كما قال الترمذي الذي عرف بالتساهل عند علماء الحديث، لكن الحديث حسن باعتبار شاهد أبي هريرة خاصَّة، وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه الترمذي "١٠٨٤"، وابن ماجه "١٩٦٧"، والحاكم "٢/ ١٦٥" من طريق عبد الحميد بن سليمان الأنصاري أخي فليح، عن محمد بن عجلان، عن ابن وثيمة البصري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، وقال الترمذي: "قد خولف عبد الحميد بن سليمان، فرواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي مرسلًا -أي: منقطعًا. قال محمد -يعني: البخاري: وحديث الليث أشبه، ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظًا.
قلت: مع مخالفته لليث بن سعد الثقة الثبت، فهو ضعيف -كما في "التقريب"، ولهذا قال الحاكم في إثر الحديث: صحيح الإسناد. وتعقَّبه الذهبي في "التلخيص" بقوله:
"قلت: عبد الحميد، قال أبو داود: كان غير ثقة، ووثيمة لا يعرف".
قلت: كذا وقع في مستدرك الحاكم "وثيمة" وإنما هو "ابن وثيمة" كما وقع عند سائر من أخرجوه. وهو معروف، فإنه زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النصري "بالنون" الدمشقي، وقد روى عنه أيضًا محمد بن عبد الله بن المهاجر، وقال ابن القطان: مجهول الحال، تفرَّد عنه محمد بن عبد الله الشعبي. قال الذهبي متعقبًا عليه: "قلت: قد وثَّقه ابن معين ودحيم". وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة.
قلت: ومع أن الراجح أنَّ رواية الليث بن سعد منقطعة بين ابن عجلان وأبي هريرة، فهو شاهد لا بأس به -إن شاء الله؛ لحديث أبي حاتم المزني، يصير به الحديث حسنًا -كما قال الترمذي، والله أعلم.
وأما حديث ابن عمر: فقد أخرجه ابن عدي في "الكامل"، والدولابيّ في "الكنى" "٢/ ٢٧" من طريق عمار بن مطر، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عنه، به مرفوعًا.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا كذب.
قلت: يعني على مالك. وقال ابن عدي: "هذا لحديث بهذا الإسناد باطل، ليس بمحفوظ عن مالك، وعمَّار بن مطر، الضعف على رواياته بَيِّنٌ".

<<  <  ج: ص:  >  >>