إسحاق المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين وثلاث مائة، وكان فقيهًا أديبًا متكلمًا مفسرًا صوفيًّا كاتبًا، عنه أخذ ابنه أبو الطيب وفقهاء نيسابور.
قلت: هو صاحب وجه، ومن غرائبه وجوب النية لإزالة النجاسة.
وقال أبو العباس النسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدَّمًا في علم التصوّف، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.
قلت: مناقب هذا الإمام جَمَّة.
قال أبو القاسم القشيري: سمعت أبا بكر بن فورك يقول: سُئِلَ الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلّق بمحال.
وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط، وسمعته يسأل عن التصوّف فقال: الإعراض عن الاعتراض، وسمعته يقول: من قال لشيخه: لِم? لا يفلح أبدًا.
وقد حضر أبو القاسم النصراباذي وجماعة، وتكلّم قوّال فقال:
جعلت تنزهي نظري إليكا
فقال النصراباذي: قل: جعلت. فقال أبو سهل: بل جعلتُ، فرأينا النصراباذي ألطف قولًا منه في ذلك، فقال: ما لنا وللتفرقة?! أليس عين الجمع أحق? فسكت النصراباذي، ومن حضر.
قلت: يشير إلى الوحدة وهي الجمع، وهذا الجمع مقيَّد بناظر ومنظور، وهو يرجع إلى القدر، فما جعل نظره حتى جعله الله، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٣٠] يعني: إذا قلتها بالضم أو بالفتح فهما متلازمان.
قال السلمي: قال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبعة أعوام ما مَرَّت بي جمعة إلَّا ولي على الشبلي وقفة، أو سؤال، ودخل الشبلي على أبي إسحاق المروزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك، لا بل من أصحابنا.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أخبرنا محمد بن يوسف الحافظ، أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم، وأخبرنا أحمد عن زينب قالت: أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم، أخبرنا عمر بن مسرور، أخبرنا أبو سهل محمد بن سليمان الحنفيّ إملاءً، حدثنا أبو قريش