للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال حسين بن عثمان الفارقي: كنت بالرملة، وقد قدمها أبو عليّ القرمطي القصير الثياب، فقربني إلى خدمته، فكنت ليلة عنده، وأحضرت الشموع، فقال لكاتبه أبي نصر كشاجم: ما يحضرك في صفة هذا الشمع؟ فقال: إنما نحضر مجلس سيدنا، نسمع من كلامه، فقال أبو علي بديهًا:

ومجدولة مثل صدر القناة … تعرَّت وباطنها مكتسي

لها مقلة هي روح لها … وتاج على هيئة البرنس

إذا غازلتها الصبا حركت … لسانًا من الذهب الأملس

فنحن من النور في أسعد … وتلك من النار في أنحس

فأجاز أبو نصر، فقال بعد أن قَبَّل الأرض:

وليلتنا هذه ليلة … تشاكل أوضاع إقليدس

فيارَبَّة العود حُثِّي الغنا … ويا حامل الكاس لا تنعس

ومما كتب الأعصم إلى جعفر بن فلاح يتهدده:

الكتب معذرة والرسل مخبرة … والجود متَّبَع والخير موجود

والحرب ساكنة والخيل صافنة … والسلم مبتذل والظل ممدود

فإن أنبتم فمقبول إنابتكم … وإن أبيتم فهذا الكور مشدود

على ظهور المطايا أو تردن بنا … دمشق والباب مهدوم ومردود

إني امرؤ ليس من شأني ولا أرَبَى … طبل يرن ولا ناي ولا عود

ولا أبيت بطين البطن من شبع … ولي رفيق خميص البطن مجهود

ولا تسامت بي الدنيا إلى طمع … يومًا ولا غرَّني فيها المواعيد

وهو القائل:

لها مقلة صحَّت ولكن جفونها … بها مرض يسبي القلوب ويتلف

وخد كورد الروض يجنى بأعين … وقد عزَّ حتى إنه ليس يقطف

وعطفة صدغ لو تعلم عطفها … لكانت على عشاقها تتعطف

<<  <  ج: ص:  >  >>