قال السلفي: سألت خميسًا الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من مزينة مضر، ولم يكن سقاء، بل هو لقب له، كان من وجوه الواسطيين، وذوي الثروة والحفظ، رحل به أبوه، وأسمعه من أبي خليفة، وأبي يعلى، وابن زيدان البجلي، والمفضل الجندي، وجماعة، وبارك الله في سنِّه وعلمه، واتُّفِقَ أنه أملى حديث الطائر، فلم تحتمله أنفسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسَّلوا موضعه، فمضى ولزم بيته لا يحدّث أحدًا من الواسطيين، ولهذا قلَّ حديثه عندهم. قال: وتوفي سنة إحدى وسبعين، حدثني بذلك كله شيخنا أبو الحسن المغازلي.
وأما الجُلَّابي فقال: مات في ثاني جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي قال: أخبرنا الإمام عبد الله بن قدامة في سنة ثماني عشرة وست مائة، أخبرنا علي بن المبارك بن نَغُوبا، أخبرنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن المظفر بن يزداد العطار، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ، حدثنا أبو خليفة، حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن زيد بن جبير قال: سألت ابن عمر قلت: من أين يجوز لي أن أعتمر? قال: "فرضها رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن"(١).
ومات في سنة (٧٣) شيخ القراء، أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي بالبصرة، ونائب المعز علي المغرب الأمير بُلُّكين بن زيري الحميري، ومقرئ الدينور أبو علي الحسين بن محمد بن حبش، وشيخ الزهَّاد أبو عثمان سعيد بن سلّام المغربي بنيسابور، وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان الحربي صاحب يوسف القاضي، والفضل بن جعفر التميمي الدمشقي المؤذّن، وأبو بكر محمد بن حيويه بن المؤمل الكرجي التالف، وأبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني صاحب الفِرَبْرِي.
(١) صحيح: أخرجه البخاري "١٥٢٥"، ومسلم "١١٨٢"، وأبو داود "١٧٣٧"، والنسائي "٥/ ١٢٢".