وقال الدارقطني في إثره: "ولم يرفعه غير إسحاق، ويقال: إنه رجع عنه، والصواب موقوف". قلت: الرفع ليس من إسحاق، بل هو تلقاه مرفوعًا تارة، وموقوف تارة أخرى، فرواه كما سمعه، والحديث ذكره الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" "٣/ ٣٢٧"، ونقله من مسند إسحاق بن راهويه، وهو ابن إبراهيم الحنظلي، وقال في إثره: قال إسحاق: "رفعه مرة، فقال: عن رسول الله ﷺ، ووقفه مرة". وقال الزيلعي في إثره بعد أن نقل كلام الدارقطني المتقدّم: "وهذا لفظ إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما تراه، وليس فيه رجوع، وإنما أحال التردد على الراوي في رفعه ووقفه". قلت: التردد من شيخ إسحاق بن راهويه، وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فإنه وإن كان ثقة من رجال مسلم، إلّا أنه في حفظه شيء، أشار إليه الحافظ في "التقريب" بقوله فيه: "صدوق كان يحدث من كتب غير فيخطئ. قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر". قلت: وهذا من روايته عن عبيد الله بن عمر، كما ترى فهو منكر مرفوعًا. والمحفوظ موقوف على ابن عمر، كذلك رواه جمع من الثقات عن نافع. أخرجه الدارقطني "٣/ ١٤٧"، والبيهقي "٨/ ٢١٦" من طريق موسى بن عقبة، والبيهقي من طريق جويرية، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وقال البيهقي في إثره: هكذا رواه أصحاب نافع، عن نافع.