معتزلي، وابن المقرئ محدِّث، وأنت تحبّه، قال: لأنه كان صديق والدي، وقد قيل: مودَّة الآباء قرابة الأبناء، ولأني كنت نائمًا فرأيت النبي ﷺ في النوم يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء الله على بابك?! فانتبهت ودعوت، وقلت: مَنْ بالباب؟ فقال: أبو بكر بن المقرئ.
قال أبو عبد الله بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل، وأبي زرعة الرازي.
وكان ابن المقرئ خازن كتب إسماعيل بن عبَّاد. وما وقع لي من عواليه بالإجازة سوى نسخة مأمون التي انفرد بعلوِّها أبو سعد محمد بن عبد الواحد المديني. وقد سمع ابن المقرئ الحديث في نحو من خمسين مدينة، وانتقيت من معجمه أربعين حديثًا سمعتها بأربعين بلدًا، وكذلك انتقيت لأبي الحسين بن جُمَيْع الغساني أربعين بلديَّة.
قال أبو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: استلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين مرة.
توفِّي ابن المقرئ في شهر شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة، وله ست وتسعون سنة.
ومات معه في العام: مقرئ نيسابور أبو بكر بن مهران مصنِّف "الغاية"، وراوي "الصحيح" عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، ومقرئ مصر أبو عديّ عبد العزيز بن علي ابن الإمام، وقاضي العراق أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف، وأبو بكر محمد بن يوسف بن دوسًا العلَّاف، وآخرون.