للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وآخر من روى عن أبي عبد الله ولده عبد الوهاب، عُمِّر زمانًا، ومات سنة خمس وسبعين وأربع مائة.

قال أبو بكر الخطيب في كتاب السابق: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان الأصبهاني إجازةً، حدثني محمد بن إسحاق الجوَّال، حدثنا أحمد بن إسحاق الصبغي، حدثنا يعقوب القزويني، حدثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني، حدثنا سُعَيْر بن الخمس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: من أحبّ أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهنَّ (١).

قال يحيى بن منده: وأمّ أولاد أبي عبد الله هي: أسماء بنت أبي سعد محمد بن عبد الله الشيباني، ولها بنتان من أبي منصور الأصبهاني.

قلت: النواحي التي لم يرحل إليها أبو عبد الله: هراة وسجستان وكرمان وجرجان والري وقزوين واليمن، وغير ذلك، والبصرة، ورحل إلى خراسان، وما وراء النهر، والعراق والحجاز ومصر والشام.

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن منده: سمعت أحمد بن الجهم المستملي يقول لجليس له بحضرتي: سألت أباه حين ولد له عبد الرحمن: أهذا الحديث في العقيقة صحيح? فكأنه فهم المعنى، فقال: حتى يولد الآخر، فإني رأيت جدي في المنام، وأشار إليّ بأربع.

أنبأنا الثقة عن مثله، عن يحيى بن منده قال: سمعت عمي عبد الرحمن، سمعت محمد بن عبيد الله الطبراني يقول: قمت يومًا في مجلس والدك ، فقلت: أيها الشيخ، فينا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أعني: أبا نعيم الأشعري- فقال: أخرجوهم. فأخرجنا من المجلس فلانًا وفلانًا، ثم قال: على الداخل عليهم حرج أن يدخل مجلسنا، أو يسمع منَّا، أو يروي عنَّا، فإن فعل فليس هو منَّا في حل.

قلت: ربما آل الأمر بالمعروف بصاحبه إلى الغضب والحِدَّة، فيقع في الهجران المحرَّم، وربما أفضى إلى التكفير (٢) والسعي في الدم، وقد كان أبو عبد الله وافر الجاه والحرمة إلى الغاية ببلده، وشغب على أحمد بن عبد الله الحافظ، بحيث إن أحمد اختفى.


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٦٥٤"، والنسائي "٢/ ١٠٨"، وابن ماجه "٧٧٧".
(٢) في الأصل: والتفكير، وهو تصحيف والصواب [التكفير] وهو ما يقتضيه السياق وهو ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>