للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب هيبته وجلاله وحبه وشجاعته وقوته وفصاحته:

قال جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي مسعود، قال: إني لأضرب غلاما لي، إذ سمعت صوتا من خلفي: "اعلم أبا مسعود"، قال: فجعلت لا ألتفت إليه من الغضب، حتى غشيني، فإذا هو رسول الله ، فلما رأيته وقع السوط من يدي من هيبته، فقال لي: "والله، لله أقدر عليك منك من هذا"، فقلت: والله يا رسول الله لا أضرب غلاما لي أبدا (١). هذا حديث صحيح.

وقال شعبة، عن قتادة، عن انس، أن النبي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". أخرجه مسلم (٢).

وقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ﴾ [الحجرات: ٢]، فقال أبو بكر وغيره: لا نكلمك يا رسول الله إلا كأخي السرار.

وقال تعالى: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ٧٣].

وعن النبي قال: "نصرت بالرعب، يسير بين يدي مسيرة شهر".

وقال زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله ، فما يكون منا أحد أقرب إلى القوم منه، وقد ثبت النبي يوم أحد ويوم حنين، كما يأتي في غزواته.

قال زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن يوم حنين، أن رسول الله بقي على


(١) صحيح: أخرجه مسلم "١٦٥٩" "٣٤" من طريق جرير، وسفيان، وأبو عوانة ثلاثتهم عن الأعمش، به.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "١٣"، ومسلم "٤٤" "٧٠" من طريق شعبة، عن قتادة عن أنس، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>