للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى العراق- ابتدأ بالتصنيف سنة نيف وخمسين وثلاث مائة، وصنف في علوم القوم سبع مائة جزء، وفي أحاديث النبي ﷺ من جمع الأبواب والمشايخ وغير ذلك ثلاث مائة جزء، وكانت له تصانيفه مقبولة.

قال الخشاب: كان مرضيًا عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، والسلطان والرعية، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين، ومضى إلى الله كذلك، وحبب تصانيفه إلى الناس وبيعت بأغللاى الأثمان، وقد بعت يومًا من ذلك على رداءة خطى بعشرين دينارًا، وكان في الحياء، وقد سمع منه كتا "حقائق التفسير" أبو العباس النسوي، فوقع إلى مصر، فقرئ عليه، ووزعوا له ألف دينار، وكان الشيخ ببغداد حيًا. وسمعت أبا مسلم غالب بن علي الرازي يقول: لما قرأنا كتاب "تاريخ الصوفية" في شهور سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بالري، قتل في صبى في الزحام، وزعق رجل في المجلس زعقة، ومات، ولما خرجنا من همذان، تبعنا الناس لطلب الإجازة مرحلة.

قال السلمي: ولما دخلنا بغداد، قال لي الشيخ أبو حامد الإسفراييني: أريد أن أنظر في "حقائق التفسير"، فبعثت به إ ليه، فمظر فيه، وقال: أريد أن أسمعه، ووضعوا لي منبرًا.

قال: ورأينا في طريق همذان أميرًا، فاجتمعت به، فقال: لا بد من كتابة "حقائق التفسير". فنسخ له في يومن فرق على خمسة وثمانين ناسخًا، ففرغوها إلى العصر، وأمر لي بفرس جواد ومائة دينار وثياب كثيرة. فقلت: قد نغصت على، وأفزعتني، وأفزعت الحاج وقد نهى النبي ﷺ عن ترويح المسلم، فإن أردت أن يبارك لك في الكتاب، فاقض لي حاجتي. قال: وما هي؟ قلت: ان تعفيني من هذه الصلة، فإني لا أقبل ذلك. ففرقها في نقباء الرفقة، وبعث من خفرنا، وكان الأمير نصر بن سبكتكين صاحب الجيش عالمًا، فلما رأى ذلك التفسير، أعبجه وأمر بنسخه في عشر مجلدات، وكتبة الآيات بماء الذهب، ثم قالوا: تأتي حتى يسمع الامير الكتاب. فقلت: لا آتيه البتة. ثم جاؤوا خلفي إلى الخانقاه، فاختفيت، ثم بعث بالمجلد الأول، وكتبت له بالإجازة.

قال: ولما توفى جدي أبو عمرو، خلف ثلاثة أسمهم في قرية، قيمتها ثلاثة آلاف دينار، وكانوا يتوارثون ذلك عن جده أحمد بن يوسف السلمي، وكذلك خلف أيضًا ضياعًا ومتاعًا، ولم يكن له وراث غير والدتي، وكان على التركات رجل متسلط، فكان من صنع الله انه لم يأخذ من ذلك شيئًا، وسلم إلى الكل، فلما تهيأ أبو القاسم النصراباذي للحج، استأذنت أمي في الحج، فبعث سهمًا بألف دينار، وخرجت سنة ٣٦٦. فقالت: أمي توجهت إلى بيت

<<  <  ج: ص:  >  >>