للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو بكر البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني.

وقال محمد بن علي الصوري: قال لي الحافظ عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرةً منه، فلما فرغت من تصنيفه، سألني أن أقرأه عليه ليسمع: هـ مني، فقلت: عنك أخذت أكثره. قال: لا تقل هكذا، فإنك أخذته عني مفرقًا، وقد أوردته فيه مجموعًا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك. قال: فقرأته عليه.

قال أبو الوليد الباجي: عبد الغني بن سعيد حافظ متقن، قلت لأبي ذر الهروي: أخذت عن عبد الغني؟ فقال: لا إن شاء الله. على معنى التأكيد، وذلك أنه كان لعبد الغني اتصال ببني عبيد-، بعني أصحاب مصر.

قال أحمد بن محمد العتيقي: كان عبد الغني إمام زمانه في علم الحديث وحفظه، ثقةً مأمونًا، ما رأيت بعد الدارقطني مثله.

قلت: اتصاله بالدولة العبيدية كان مداراةً لهم، وإلا فلو جمح عليهم، لاستأصله الحاكم خليفةً مصر، الذي قيل: إنه ادعى الإلهية. وأظنه ولي وظيفةً لهم، وقد كان من أئمة الأثر، نشأ في سنة واتباع قبل وجود دولة الرفض، واستمر هو على التمسك بالحديث، ولكنه دارى القوم، وداهنهم، فلذلك لم يحب الحافظ أبو ذر الأخذ عنه.

وقد كان لعبد الغني جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي أمامها: هذا نافي الكذب عن رسول الله Object.

قال أبو إسحاق الحبال: توفي في سابع صفر سنة تسع وأربع مائة.

قلت: ومات معه في هذا العام المحدثون المسنون: أبو الحسين أحمد بن محمد بن المتيم البغدادي الواعظ، وأبو الحسن أحمد بن محمد ابن احمد بن الصلت الأهوازي، شيخا أبي بكر الخطيب، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني الصوفي شيخ البيهقي، والمعمر أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خزفة، الصيدلاني الواسطي، وأبو طلحة القاسم بن أبي المنذر القزويني الخطيب، راوي "سنن ابن ماجه".

أخبرنا عيسى بن عبد الرزاق، أخبرنا جعفر الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، سمعت جعفر بن أحمد اللغوي، سمعت محمد بن علي الصوري الحافظ، سمعت عبد الغني بن سعيد، سمعت أبا القاسم الحسين بن عبد الله القرشي، سمعت بنانًا الزاهد يقول: من كان يسره ما يضره متى يفلح?.

<<  <  ج: ص:  >  >>