للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على بابي رسل الوزير، فمضيت معهم، فلما دخلت، قال: ما أخرك عنا؟ فاعتذرت، ثم قال: رأيت منامًا. فقلت: مذهبي تعبير المنام من القرآن. فقال: رضيت. قال: رأيت كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا في حجري. قال وعند فرح بذلك: كيف يجتمع له الملك والوزارة؟ قلت: قال الله تعالى: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ، كَلَّا لَا وَزَرَ﴾ [القيامة: ٩ - ١١]، وكررت عليه هذا ثلاثًا. قال: فدخل إلى حجرة النساء، وذهبت، فلما كان بعد ثلاث، انحدر إلى واسط على أقبح حال، وكان قتله هناك.

قال الخطيب: ابن البواب صاحب الخط لا أعلمه روى شيئًا.

أبو غالب بن الخالة: أخبرنا محمد بن علي بن نصر الكاتب، حدثني أبو الحسن علي بن هلال ابن البواب … فذكر حكايةً مضمونها: أنه ظفر بربعة ثلاثين جزءًا في خزانة بهاء الدولة بخط أبي علي بن مقلة، تنقص جزءا، وأنه كتبه وعتقه، وقلع جلدًا من الأجزاء، فجلده به. واستجد جلدًا للجزء الذي قلع عنه، فاختفى الجزء الذي كتبه على حذاق الكتاب.

قال محمد بن عبد الملك الهمذاني: توفي ابن البواب صاحب الخط الحسن في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.

وقال أبو الفضل بن خيرون في وفاته كذلك وقال: كان من أهل السنة.

قلت: عبث به شاعر، فقال:

هذا وأنت ابن بوابٍ وذو عدمٍ … فكيف لو كنت ربّ الدّار والمال

ولأبي العلاء المعري:

ولاح هلالٌ مثل نونٍ أجادها … بماء النّضار الكاتب ابن هلال

وقد رثاه الشريف المرتضى بقوله:

ردّيت يا ابن هلالٍ والرّدى عرضٌ … لم يحم منه على سخطٍ له البشر

ما ضرّ فقدك والأيّام شاهدةٌ … بأنّ فضلك فيها الأنجم الزّهر

أغنيت في الأرض والأقوام كلّهم … من المحاسن ما لم يغنه المطر

فللقلوب التي أبهجتها حزنٌ … وللعيون التي أقررتها سهر

وما لعيشٍ وقد ودّعته أرجٌ … ولا لليلٍ وقد فارقته سحر

وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا … مسلوبةً منك أوضاعٌ ولا غرر

<<  <  ج: ص:  >  >>