له "ديوان" مشهور، وقد تحول إلى مصر، فمات بها في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
وكان صاحب مزاح ولعب، وله تيك القصيدة السائرة.
وهي:
قلقل أحشائي تباريح الجوى … وبان صبري حين حالفت الأسى
وطار عقلي حين أبصرتهم … تحت ظلام اللّيل يطوون السّرى
لم أزل أسعى على آثارهم … والبين في إتلاف روحي قد سعى
فلو درت مطيّهم ما حلّ بي … بكت عليّ في الصّباح والمسا
فسوف أسلي عنهم خواطري … بحمقٍ يعجب منه من وعا
وطرفٍ أنظمها مقصورةً … إذ كنت قصّارًا صريعًا للدّلا
من صفع النّاس ولم يدعهم … أن يصفعوه مثله قد اعتدى
من صعد السّطح وألقى نفسه … إلى قرار الأرض يومًا ارتدى
وليس للبغل إذا لم ينبعث … من الطّريق باعثٌ مثل العصا
والذّقن شعرٌ في الوجوه نابتٌ … وإنما الدّبر الذي تحت الخصى
والجوز لا يؤكل مع قشوره … ويؤكل التّمر الجديد بالّلبا
من طبخ الدّيك ولا يذبحه … طار من القدر إلى حيث اشتهى
من دخلت في عينه مسلّةٌ … فسله من ساعته كيف العمى
من فاته العلم وأخطاه الغنى … فذاك والكل على حدٍّ سوا