وكلّ امرئٍ يدري مواقع رشده … ولكنّه أعمى أسير هواه
هوى نفسه يعميه عن قبح عيبه … وينظر عن حذقٍ عيوب سواه
وقد وصل القاضي ابن خلكان نسب الوزير ببهرام جور، وقال: له ديوان شعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس، ولد سنة سبعين وثلاث مائة، وحفظ كتبًا في اللغة والنحو، وتحفظ من الشعر نحو خمسة عشر ألف بيت، وبرع في الحساب، وله أربع عشرة سنة، وهو القائل:
أرى النّاس في الدّنيا كراعٍ تنكّرت … مراعيه حتّى ليس فيهنّ مرتع
فماءٌ بلا مرعىً ومرعىً بغير ما … وحيث يرى ماءٌ ومرعىً فمسبع
وكان من دهاة العالم، هرب من الحاكم، فأفسد نيات صاحب الرملة وأقاربه، وسار إلى الحجاز، فطمع صاحب مكة في الخلافة، وأخذ مصر، فانزعج الحاكم، وقلق. وهو القائل وكتب إلى الحاكم:
وأنت وحسبي أنت تعلم أنّ لي … لسانًا أمام المجد يبني ويهدم
وليس حليمًا من تقبّل كفّه … فيرضى ولكن من تعضّ فيحلم
قال: ومات بميافارقين سنة ثمان عشرة وأربع مائة، فحمل تابوته إلى الكوفة بوصية منه، فدفن بقرب المشهد. وكان شيعيًا.