للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يحيى بن عمار من كبار المذكرين، لكن ما أقبتاح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال! وكان قد تحول من سجستان عند جور الولاة، فعظم بهراة جدً، وتغالوا فيه، وتخرج به أبو إسماعيل الأنصاري، وخلفه من بعده.

أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن محمد الفقيه إملاء، أخبرنا دعلج، "ح". وبالإسناد إلى عبد الله قال: وحدثنا يحيى بن عمار إمنلاء، أخبرنا حامد بن محمد، قال: حدثنا أبو مسلم، حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن عرياض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله ﷿، والسمع والطاعة" وذكر الحديث (١).

هذا حديث عال، صالح الإسناد.

توفى يحيى بن عمار بهراة، في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربع مائةن وصلى عليه الإمام عمر بن إبراهيم الزاهد، وكانت جنازته مشهودة.

ورثاه جمال الإسلام الداوودي، فقال:

وسائل ما دهاك اليوم؟ قلت له … انكرت حالي وأني وقت إنكار

أما ترى الأرض من أقطارها نقصت … وصار أقطارها تبكي لأقطار

لموت أفضل أهل العصر قاطبة … عمار دين الهدى يحيى بن عمار


(١) صحيح أخرجه أحمد "٤/ ١٢٦ - ١٢٧"، وأبو داود "٤٦٠٧"، والآجري في "الشريعة" "ص ٤٦"، وابن أبي عاصم في "السنة" "٣٢"، "٥٧"، من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، به. وأدخلوا مع عبد الرحمن بن عمرو: حجر بن حجر الكلاعي.
وأخرجه الترمذي "٢٦٧٦"، وابن ماجه "٤٤"، والدارمي "١/ ٤٤"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "٢/ ٦٩"، وابن أبي عاصم في "السنة" ٥٤"، والبغوي "١٠٢"، والآجري "٤٧"، من طرق عن ثور بن يزيد، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>