للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: إنه عمل له خلوةً، فبقي خمسين يومًا لا يأكل شيئًا. وقد قلنا: إن هذا الجوع المفرط لا يسوغ، فإذا كان سرد الصيام والوصال قد نهي عنهما، فما الظن؟ وقد قال نبينا : "اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع" (١). ثم قل من عمل هذه الخلوات المبتدعة إلَّا واضطرب، وفسد عقله، وجف دماغه، ورأى مرأى، وسمع: خطابًا لا وجود له في الخارج، فإن كان متمكنًا من العلم والإيمان، فلعله ينجو بذلك من تزلزل توحيده، وإن كان جاهلًا بالسنن وبقواعد الإيمان، تزلزل توحيده، وطمع فيه الشيطان، وادعى الوصول، وبقي على مزلة قدم، وربما تزندق، وقال: أنا هو. نعوذ بالله من النفس الأمارة، ومن الهوى، ونسأل الله أن يحفظ علينا إيماننا آمين.


(١) حسن: أخرجه أبو داود "١٥٤٧"، والنسائي "٨/ ٢٦٣"، وابن ماجه "٣٣٥٤"، من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>