للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الليث، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم، عن عائشة، قالت: رأيت رسول الله يموت وعنده قدح فيه ماء، يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: "اللهم أعني على سكرة الموت".

وقال سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنا نتحدث أن النبي لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فلما مرض عرضت له بحة، فسمعته يقول: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩]، فظننا أنه كان يخير. متفق عليه (١).

وقال نحوه الزهري، عن ابن المسيب وغيره، عن عائشة. وفيه زيادة: قالت عائشة: كانت تلك الكلمة آخر كلمة تكلم بها النبي : "الرفيق الأعلى". البخاري (٢).

وقال مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس قال: لما قالت فاطمة : "واكرباه" قال لها رسول الله : "إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة" (٣). وبعضهم يقول: مبارك، عن الحسن، ويرسله.

وقال حماد بن زيد بن ثابت، عن أنس أن رسول الله لما ثقل جعل يتغشاه -يعني الكرب- فقالت فاطمة: "واكرب أبتاه". فقال رسول الله : "لا كرب على أبيك بعد اليوم". أخرجه البخاري (٤).


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٤٤٣٥"، ومسلم "٢٤٤٤" "٨٦" من طريق محمد بن جعفر حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٤٤٣٦" من طريق شعبة، عن عروة، عن عائشة قالت: لما مرض النبي المرض الذي مات فيه جعل يقول: "في الرفيق الأعلى".
(٣) حسن لغيره: أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" من طريق مبارك بن فضالة، به.
قلت: إسناده ضعيف، مبارك بن فضالة، مدلس، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه. لكن لم ينفرد به فقد تابعه عبد الله بن الزبير الباهلي أبو الزبير، قال حدثنا ثابت البناني، به.
أخرجه ابن ماجه "١٦٢٩"، وإسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن الزبير الباهلي، قال أبو حاتم: مجهول لا يعرف. وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول" -أي عند المتابعة- وقد توبع من مبارك بن فضالة، فالحديث بمجموع طريقيهما حسن. والله أعلم.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري "٤٤٦٢" من طريق سليمان بن حرب، حدثنا حماد، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>