القاسم عبد الرحمن، فرزقني الله ببركته وحسن نيته وجميل سيرته فهم الحديث. وكان جذعًا في أعين المخالفين لا تأخذه في الله لومة لائم ووصفه أكثر من أن يحصى.
وذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن أحمد، أنه سمع: من سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ الله الإسلام برجلين: أبي إسماعيل الأنصاري، وعبد الرحمن بن منده.
وقال السمعاني: سمعت الحسن بن محمد بن الرضا العلوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طباطبا يقول: كنت أشتم أبدًا عبد الرحمن بن منده فسافرت إلى جرباذقان فرأيت أمير المؤمنين عمر في النوم ويده في يد رجل عليه جبة زرقاء وفي عينه نكتة فسلمت عليه فلم يرد علي وقال: تشتم هذا: فقيل لي في المنام: هذا عمر وهذا عبد الرحمن بن منده. فانتبهت ثم رجعت إلى أصبهان وقصدت عبد الرحمن فلما دخلت عليه صادفته كما رأيته في النوم فلما سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أبا طالب. وقبلها ما رآني ولا رأيته فقال لي قبل أن أكلمه: شيء حرمه الله ورسوله يجوز لنا أن نحله؟ فقلت: اجعلني في حل. وناشدته الله وقبلت عينيه فقال: جعلتك في حل فيما يرجع إلي.
قال السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، فسكت وتوقف فراجعته فقال: سمع: الكثير وخالف أباه في مسائل وأعرض عنه مشايخ الوقت ما تركني أبي أن أسمع: منه. كان أخوه خيرًا منه.
قال المؤيد ابن الإخوة: سمعت عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي سمعت أبي سمعت صاعد بن سيار سمعت الإمام أبا إسماعيل الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن مندة: كانت مضرته أكثر من منفعته في الإسلام.
قلت: أطلق عبارات بدعه بعضهم بها، الله يسامحه. وكان زعرًا على من خالفه، فيه خارجية وله محاسن وهو في تواليفه حاطب ليل؛ يروي الغث والسمين وينظم رديء الخرز مع الدر الثمين.
قال يحيى: مات عمي في سادس عشر شوال، سنة سبعين وأربع مائة، وصلى عليه أخوه عبد الوهاب، وشيعه عالم لا يحصون.
وممن روى عنه أبو سعد بن البغدادي الحافظ، وأبو بكر الباغبان، وبالإجازة مسعود الثقفي، وأول ما حدث في سنة سبع وأربع مائة في حياة كبار مشايخه.