للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مجلدةً في آية واحدة، وهي: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ﴾ [البقرة: ١٠٢]، فذكر السحر والملوك الذين نفق عليهم السحر، وتأثيراته وأنواعه.

وقال محمد بن عبد الملك: ملك من الكتب ما لم يملكه أحد، قيل: ابتاعها من مصر بالخبز وقت القحط، وحدثني عبد المحسن بن محمد أنه ابتاعها بالأثمان الغالية. كان يبتاع من كتب السيرافي، وكانت أزيد من أربعين ألف مجلد، فكان أبو يوسف يشتري في كل أسبوع بمائة دينار، ويقول: قد بعت رحلي وما في بيتي. وكان الرؤساء يصلونه، وقيل: قدم بغداد بعشرة أحمال كتب، وأكثرها بخطوط منسوبة. وعنه قال: ملكت ستين تفسيرًا.

قال ابن عبد الملك: وأهدى للنظام "غريب الحديث" لإبراهيم الحربي في عشر مجلدات، و"شعر الكميت" في ثلاث عشرة مجلدة، و"عهد" القاضي عبد الجبار بخط الصاحب إسماعيل بن عباد، كل سطر في ورقة، وله غلاف آبنوس في غلظ الأسطوانة، وأهدى له مصحفًا بخط منسوب بين سطوره القراءات بأحمر، واللغة بأخضر، والإعراب بأزرق، وهو مذهب، فأعطاه النظام ثلاث مائة دينار، وما أنصفه، لكنه اعتذر، وقال: ما عندي مال حلال سواها.

قال المؤتمن: تركته لما كان يتظاهر به.

قال محمد بن عبد الملك: وكان فصيحًا، حلو الإشارة، يحفظ غرائب الحكايات والأخبار، زيدي المذهب، فسر في سبع مائة مجلد كبار.

قيل: دخل الغزالي إليه، وجلس بين يديه، فقال: من أين أنت? قال: من المدرسة ببغداد. قال الغزالي: لو قلت: إني من طوس لذكر تغفيل أهل طوس، من أنهم سألوا المأمون، وتوسلوا إليه بقبر أبيه عندهم، وطلبوا أن يحول الكعبة إلى بلدهم. وأنه جاء عن بعضهم أنه سئل عن نجمه، فقال: بالتيس. فقيل له: فقال: كان من سنتين بالجدي، والساعة قد كبر.

قال أبو علي بن سكرة: أبو يوسف كان معتزليًا داعيةً يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري، وكان قد أسن، وكاد أن يخفى في مجلسه، وله لسان شاب. ذكر لي أن تفسيره ثلاث مائة مجلد، منها سبعة في سورة الفاتحة. وكان عنده جزء من حديث أبي حاتم الرازي، عن الأنصاري، فقرأت عليه بعضه، عن القاضي عبد الجبار، عن رجل عنه، قرأته لولدي شيخنا ابن سوار المقريء، وقرأت لهما جزءًا من حديث المحاملي، وسمعه في سنة تسع وتسعين وثلاث مائة وهو ابن أربع سنين أو نحوها. وكان لا يسالم أحدًا من السلف، ويقول لنا: اخرجوا تدخل الملائكة.

وقيل: ولد سنة "٣٩٣".

وقال ابن ناصر: مات في ذي القعدة، سنة ثمان وثمانين وأربع مائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>