الرحمن بن الطبيز، وأبي الحسن محمد بن عوف المزني، وابن سلوان المازني، وطبقتهم، وسمع من: هبة الله بن سليمان، وغيره، وبصور من: الفقيه سليم الرازي. وبغزة من: محمد بن جعفر الميماسي، سمع منه "الموطأ"، وبالقدس من أبي القاسم عمر بن أحمد الواسطي، وأبي العزائم محمد بن محمد بن الغراء البصري، وأبي الفرج عبيد الله بن محمد المراغي النحوي، وأبي بكر محمد بن الحسن البشنوي الصوفي، وعدة، وبميافارقين من أبي الطيب سلامة بن إسحاق الآمدي، وسمع أيضا من أبي علي الأهوازي المقرئ، ومن عبد الوهاب بن الحسن بن برهان الغزال، لقيه بصور، وأجاز له من مكة أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، ومن بغداد القاضي أبو الطيب، ومن صيدا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع، وطائفة.
وصنف كتاب "الحجة على تارك المحجة"، وأملى مجالس خمسة، وبرع في المذهب.
تفقه على الدارمي، وعلى الفقيه سليم وغيرهما، واستوطن بيت المقدس مدةً طويلة، ثم تحول في آخر عمره، وسكن دمشق عشر سنين، وتخرج به الأصحاب.
حدث عنه: الخطيب -وهو من شيوخه- ومكي الرميلي، ومحمد ابن طاهر، وأبو القاسم النسيب، وجمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم، والقاضي المنتجب يحيى بن علي القرشي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وحسان بن تميم، ومعالي بن الحبوبي، وأبو يعلى حمزة بن الحبوبي، وحمزة بن أحمد بن كروس، والقاضي أبو بكر بن العربي، وخلقٌ كثير.
ولحقه أبو حامد الغزالي، وتفقه به، وناظره، وكان يشغل في جامع دمشق في الزاوية الغربية الملقبة بالغزالية.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: قدم دمشق سنة ثمانين وأربع مائة، فأقام بها يدرس المذهب إلى أن مات، ويروي الحديث، وكان فقيهًا، إمامًا، زاهدًا، عاملًا، لم يقبل صلةً من أحد بدمشق، بل كان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض نابلس، فيخبز له كل يوم قرصه في جانب الكانون. حكى لنا ناصر النجار _ وكان يخدمه _ من زهده وتقلله وتركه الشهوات أشياء عجيبة.
قال غيث بن علي الأرمنازي: سمعت الفقيه نصرا يقول: درست على الفقيه سليم الرازي من سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة إلى سنة أربعين، ما فاتني منها درس، ولا وجعت إلَّا يومًا واحدًا، وعوفيت. وسألته في كم التعليقة التي صنفها? قال: في نحو ثلاث مائة جزء، ما كتبت منها حرفًا إلَّا وأنا على وضوء، أو كما قال.