للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سعدا. فقلت: قتل الله سعدا قال عمر: فوالله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا أوفق من مبايعة أبي بكر، خشينا إن نحن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما خالفناهم فيكون فساد.

رواه يونس بن يزيد، عن الزهري بطوله، فزاد فيه: قال عمر: "فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت، فإنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها، فمن بايع رجلا عن غير مشورة، فإنه لا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا" (١). متفق على صحته (٢).

وقال عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر، فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن أبا بكرقد أمره النبي أن يؤم الناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ -يعني في الصلاة- فقال الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر. رواه الناس، عن زائدة عنه.

وقال يزيد بن هارون: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، قال: لما قبض رسول الله أتى عمر أبا عبيدة، فقال: ابسط يدك لأبايعك، فإنك أمين هذه الأمة على


(١) تغرة أن يقتلا: مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير، كالتعلة من التعليل. وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: خوف تغرة أن يقتلا: أي خوف وقوعهما في القتل، فحذف المضاف الذي هو الخوف، وأقام المضاف إليه الذي هو تغرة مقامه، وانتصب على أنه مفعول له.
ويجوز أن يكون قوله: "أن يقتلا" بدل من "تغرة" ويكون المضاف محذوفا كالأول ومن أضاف "تغرة" إلى "أن يقتلا" فمعناه خوف تغرته قتلهما.
(٢) صحيح: أخرجه مالك "٢/ ٨٣٢" مختصرًا، ومن طريقه أخرجه أحمد "١/ ٥٥ - ٥٦" والبخاري "٢٤٦٢"، "٣٩٢٨"، والنسائي في "الكبرى" "٧١٥٧"، "٧١٥٨"، وابن حبان "٤١٤" وقرن البخاري والنسائي في "الموضع الثاني" بمالك يونس بن يزيد الأيلي.
وأخرجه ابن أبي شيبة "١٠/ ٧٥ - ٧٦"، "١٤/ ٥٦٣ - ٥٧٧"، والحميدي "٣٤٤٥"، "٤٠٢١"، "٦٨٢٩"، "٦٨٣٠"، "٧٣٢٣"، ومسلم "١٦٩١"، وأبو داود "٤٤١٨"، وابن ماجه "٢٥٥٣" والترمذي في "الشمائل" "٣٢٣"، والبزار "١٩٤"، والنسائي "٧١٥٦"، "٧١٥٩"، "٧١٦٠"، وأبو يعلى "١٥٣"، وابن حبان "٤١٣"، "٦٢٣٩"، والبيهقي "٨/ ٢١١" من طرق عن الزهري، به.
قوله: "إن بيعة أبي بكر كانت فلتة": أراد بالفلتة الفجأة ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقي. والفتلة: كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأم. وقيل غير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>