للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزراد المقدم، بذلوا له مالًا، فكاشر لهم عن بدنه، ففتحوا شباكًا، وطلعوا منه خمس مائة في الليل، ففتح ياغي بسان، وهرب، واستبيح البلد _ فإنا لله _ في سنة إحدى وتسعين، وسقطت قوة ياغي بسان أسفًا، وانهزم غلمانه، فذبحم حطاب أرمني. ثم أخذوا المعرة، فقتلوا وسبوا، وتجمعت عساكر الموصل وغيرها، فالتقوا، فانهزم المسلمون، واستشهد ألوف، وصالحهم صاحب حمص، وأقبل ابن أمير الجيوش، فأخذ القدس من ابن أرتق، وانتشرت الباطنية بأصبهان، وتمت حروب مزعجة بين ملوك العجم، وأخذت الفرنج بيت المقدس، نصبوا عليه أربعين منجنيقًا، وهدوا سوره، وجدوا في الحصار شهرًا ونصفًا، ثم ملكوه من شماليه في شعبان سنة اثنتين وتسعين، وقتلوا به نحوًا من سبعين ألفًا.

قال يوسف ابن الجوزي والعهدة عليه: سارت الفرنج، ومقدمهم كندفري في ألف ألف، منهم خمس مائة ألف مقاتل، وعملوا برجًا من خشب ألصقوه بالسور، وحكموا به على البلد، وسار الأفضل أمير الجيوش، من مصر في عشرين ألفًا نجدةً، فقدم عسقلان وقد استبيحت القدس، ثم كبست الفرنج المصريين، فهزموهم، وانحاز الأفضل إلى عسقلان، وتمزق جيشه، وحوصر، فبذل لهم أموالًا، فترحلوا عنه.

وتملك محمد بن ملكشاه، وهزم أخاه بركياروق، ثم حارب عسكر الموصل، وجرت عجائب، ثم فر بركياروق إلى خراسان، وعسف، وعمل مصافًا مع أخيه سنجر، فانهزم كل منهما، ثم سار بركياروق على جرجان طالبا أصبهان.

والتقى ابن الدانشهد جيش الفرنج فنقل ابن الأثير أنهم كانوا ثلاث مائة ألف، فلم يفلت أحد منهم سوى ثلاثة آلاف.

وكانت وقعة بين المصريين والفرنج على عسقلان، فقتل مقدم المصريين سعد الدولة، لكن انتصر المسلمون.

قال ابن الأثير: فيقال: قتل من الفرنج ثلاث مائة ألف.

قلت: هذه مجازفة عظيمة.

والتقى السلطان محمد بن ملكشاه وأخوه بركياروق مرات، وغلت الأقطار بالباطنية، وطاغوتهم الحسن بن الصباح المروزي الكاتب، كان داعيةً لبني عبيد، وتعانوا شغل السكين، وقتلوا غيلةً عدةً من العلماء والأمراء، وأخذوا القلاع، وحاربوا، وقطعوا الطرق، وظهروا أيضًا بالشام، والتف عليهم كل شيطان ومارق، وكل ماكر ومتحيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>